أحدث الأخبار
شئون عربية

“أبو الغيط” فى المنتدى العربي- الصيني الثالث حول التنمية العالمية والحوكمة يؤكد على أن الاستثمار في التعليم يسهم في بناء أفراد فاعلين ومنتجين داخل مجتمعاتهم

كتب: أيمن وصفى

ألقى “أحمد أبو الغيط” الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي- الصيني الثالث حول التنمية العالمية والحوكمة بشنغهاي 20 نوفمبر 2025، رحب فيها بكل من: “جين لي” رئيس جامعة فودان، الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية وبالحضور الكريم..

وقال”أبو الغيط”: يطيب لي أن أشارككم اليوم افتتاح أعمال المنتدى العربي–الصيني الثالث حول التنمية العالمية والحوكمة، الذي تنظمه جامعة فودان بالشراكة والتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية… وأود في مستهل كلمتي أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لجامعة فودان على دعوتها الكريمة، كما أنتهز هذه المناسبة لأثمن عالياً الجهود الدؤوبة التي بذلتها الجامعة مُنذ إطلاق هذا المنتدى عام 2023، في سبيل ترسيخ دعائمه وتطويره ليصبح منصة فعالة لتعزيز التعاون والتبادل الأكاديمي العربي–الصيني في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي.

وأكد “أبو الغيط” على أن العلاقات العربية–الصينية تحتل مكانة خاصة لدى الطرفين… فهي ليست وليدة اليوم وإنما تمتد جذورها إلى قرون مضت… حيث لعب “طريق الحرير” التاريخي دوراً محورياً في بناء جسور التواصل الثقافي والاقتصادي والتجاري بين الصينين والعرب… وقد أسس هذا الإرث العريق لروابط قوية وصداقة راسخة تقوم على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والمنفعة المتبادلة، وهو ما مهد بدوره الطريق لتعاون طويل الأمد ومستمر بين الجانبين.
وانطلاقاً من الإرادة الصادقة والحرص المشترك، شهدت العلاقات العربية–الصينية العديد من المحطات المضيئة؛ فقد تم إنشاء “منتدى التعاون العربي–الصيني” عام 2004 كإطار مؤسسي شامل مكّن الطرفين من إطلاق أكثر من عشر آليات تعاون تغطي المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية… كما جاءت مبادرة “الحزام والطريق”، التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2014، لتعزز آفاق التعاون خصوصاً في مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار.

وأشار “أبو الغيط” بأن القمة العربية–الصينية الأولى، التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض في ديسمبر 2022… شكَّلت نقطة تحول استراتيجية بتدشينها لمرحلة جديدة في مسيرة هذه العلاقات، وإرسائها لدعائم بناء مجتمع عربي–صيني للمستقبل المشترك.

وقال: وفي هذا السياق، فإن زيارتي الحالية إلى جمهورية الصين الشعبية، والتي شملت عدداً من الفعاليات السياسية والثقافية، واختُتمت اليوم بزيارة هذا الصرح العلمي المرموق – جامعة فودان – تمثل شاهداً إضافياً على متانة وتطور هذه العلاقات متعددة الأبعاد على مختلف الأصعدة.

وقال “أبو الغيط”: لقد شكّل توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وجامعة فودان في أكتوبر 2023 على هامش المنتدى العربي- الصيني الأول حول التنمية العالمية والحوكمة، إضافة نوعية مهمة للتعاون المؤسسي العربي–الصيني في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي… وقد أثمرت مذكرة التفاهم عن خطوات عملية ملموسة خلال العام الأول من توقيعها، من بينها إنشاء “مركز فودان العربي لأبحاث التنمية العالمية والحوكمة” وتنظيم المنتدى العربي- الصيني الثاني حول التنمية العالمية والحوكمة… إلى جانب تنظيم عدد من برامج التبادل تضمنت استقبال جامعة فودان – في مبادرة كريمة مشكورة – لاثنين من موظفي الأمانة العامة لنيل درجة الماجستير… وتنظيمها دورة تدريبية قصيرة الأمد لمجموعة أخرى من موظفي الأمانة العامة، فضلاً عن استقبال الأمانة العامة لعدد من طلاب جامعة فودان في يناير 2025.

وقال: لقد بنت كافة هذه الأنشطة والبرامج جسوراً حيوية للتعاون الأكاديمي والثقافي العربي- الصيني، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تقدم نماذج متميزة لتبادل الخبرات والبحوث المشتركة وتطوير برامج التدريب وتبادل الطلاب على مستوى الدراسات العليا.

وقال “أبو الغيط”: إن جامعة الدول العربية تؤمن إيماناً راسخاً بأن التعليم – بجميع مراحله ومكوناته – يشكل ركناً أساسياً لتحقيق التنمية الشاملة… ولدينا قناعة راسخة بأن الاستثمار في التعليم يسهم في بناء أفراد فاعلين ومنتجين داخل مجتمعاتهم، وفي إقامة مؤسسات قوية قادرة على تحقيق أهدافنا التنموية التي نصبو إليها… ولا يمكننا العمل والتخطيط للتنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة دون أن نضع التعليم والبحث العلمي في صدارة أولوياتنا… فالتعليم بمراحله المختلفة هو محرك رئيسي للتقدم، حيث يساهم التعليم الأساسي في بناء الشخصية وصقل المهارات، فيما يفتح التعليم العالي آفاق الابتكار والتفكير النقدي، ويأتي البحث العلمي كركيزة لتطوير الحلول المبتكرة للتحديات التنموية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال: ومن هذا المنطلق، وبالنظر إلى المجالات الأكاديمية، فإن تبادل المعرفة بين الجامعات على المستويين الإقليمي والدولي يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والإبداع… ويتيح للجميع فرص الاستفادة من التجارب الناجحة وأفضل الممارسات والدروس المستفادة… ليُسهل تجاوز العقبات ومواجهة التحديات على نحو أسرع وأكثر فعالية… وفي هذا الصدد، يمكننا القول بأن بناء جسور التواصل بين العقول والأفكار هو أساس بناء مستقبل مشرق ومستدام للجميع… يسوده التفاهم والعمل المشترك عوضاً عن الكراهية أو الصراع.

وقال “أبو الغيط”: إن ما تحقق خلال عامين فقط من برامج ومبادرات مشتركة بين الجانبين العربي والصيني في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي يعكس جدية وفاعلية هذا التعاون… ويمنحنا في الوقت نفسه حافزاً ومسؤولية لمواصلة البناء على ما تحقق ودفعه نحو آفاق أوسع… وإنني وأنا على ثقة بأن هذا التعاون سيغدو في المستقبل القريب نموذجاً يحتذى به في الأوساط الأكاديمية الدولية.

واختتم “أبو الغيط” كلمته بتجديد شكره العميق لجامعة فودان على جهودها المثمرة… وأكد التزام جامعة الدول العربية بدعم هذا التعاون البنّاء الذي يعزز العلاقات العربية–الصينية، ولخدمة تطلعات شعوبنا نحو مستقبل أفضل.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا