أحدث الأخبار
ثقافة

الجيار ونجم يناقشان كتاب.. المصري.. صائد الدبابات لهويدا عطا

كتبت: آلاء محمد

أقيمت ندوة واحتفالية لمناقشة كتاب المصري صائد الدبابات.. قصة بطل في حب الوطن للكاتبة الصحفية والأديبة “هويدا عطا”، الذي يتناول حياة البطل الراحل محمد المصري صائد الدبابات الأول بالعالم، صاحب الإنسانية والعسكرية، بمكتبة مصر العامة بالجيزة، بحضور كل من: السفير محمود عزت عميد السلك الدبلوماسى العربى والأجنبى، اللواء أ.ح أشرف فوزي صقر المخابرات المصرية ومسؤول التطوير المهني والتدريبي بالأكاديمية البحرية والجوية، وكبار الإذاعيين: عزة جنيدي، والإذاعي محمد الجوهري، والدكتور مسعد عويس رئيس جهاز الشباب والرياضة الأسبق .. وغيرهم من الشخصيات العلمية والثقافية المهمة.

ناقش الكتاب كلٌ من النقاد: الدكتور مدحت الجيار والروائي الدكتور السيد نجم والإذاعي الكبير علي مراد، وأدار الندوة الروائي والإذاعي محمد الناصر أبو زيد.

استهل د.مدحت الجيار حديثه مؤكدًا بأن الكاتبة دقيقة جدًا في كتاباتها، ومهما تعمل خيالها فهي ترتبط بالحقيقة، وبالتالي فالكتاب به مشاهد متنوعة بفكرة واحدة هي “محمد المصري”؛ وهو من العلامات العسكرية التي لا تُنسي.

 

وأضاف الجيار بأن أسلوب الكتاب مشوق وممتع؛ يجعلك تتواصل معه بسهولة حتي نهايته، لذا طالب بتحويل الكتاب إلى عمل سينمائي، لكي يظل علامة مؤثرة ومستمرة وراسخة في أذهان الأجيال، ومفيدة لهم بما يحمله من بطولات نموذجية توعوية؛ فالفيلم السينمائي والوثائقي يبقي راسخًا بالذاكرة مدي الحياة.

ثم تحدث الروائي الدكتور السيد نجم قاصًا علي الحضور ما كُتب في جنبات الكتاب بشكل ممتع، مشيدًا بذكاء البطل الراحل، وبطولته الخارقة، وبأن الكتاب ينتمي ويجسد الأدب الروبورتجاي؛ الذي اتخذه الروس بالحرب العالمية الثانية، وقد تفردت به الكاتبة في كتابها هذا الذي يستحق وغيره من كتب أدب الحرب أن تنضم إلى مقتنيات الأبطال بالمتاحف.

وأشار نجم إلى أن الكاتبة تناولت بالتفصيل الدقيق حياة البطل وأسراره العسكرية المنفردة بكل صدق ووفاء، بأسلوب السهل الممتنع.

وقد أثنى الإذاعي الكبير علي مراد علي إبداعات وجهود الكاتبة الثقافية المتنوعة والهادفة والتي تصب دائمًا في خدمة المجمتع بكل أفراده، قارئًا جزءًا من مقدمة الكتاب التي تأثر بها، ثم أكد علي انسيابية الأسلوب وصدقه الذي كُتب به، وأسراره التي تفرد بها، وطالب بالاهتمام به حتي يكون نبراسًا للأجيال الحالية والقادمة، يقتدون ببطله الذي ضحي بنفسه من أجل بلده مصر.

الأديبة والفنانة التشكيلية "هويدا عطا"
الأديبة والفنانة التشكيلية “هويدا عطا”

وقد استعرض الروائي والإذاعي محمد الناصر أبو زيد قراءته الخاصة للكتاب، وتركزت حول طبيعة المنجز الخاص بالمقاتل محمد المصري، في إطار المنجز العسكري بشكل عام للجنود المصريين أثناء حرب أكتوبر، مدللًا علي ذلك بما كُتب في الصحافة الدولية، وحجم الإشادة الكبيرة بأداء الجنود المصريين أثناء المعركة، وأن أداء محمد المصري الفذ في المعركة، هو دليل واضح علي طبيعة التدريب الشاق والقاسي، الذي تلقاه الجنود المصريين، مشيدًا بحرص الكاتبة علي تسجيل هذه السيرة الإنسانية والعسكرية لبطل مصري، يمثل قدوة للأجيال التالية.

وأوضح أبو زيد بأن الكتاب قد جمع بين الإنساني والعسكري، مما أعطي بُعدًا إنسانيًا عميقًا للبطل المصري صائد الدبابات، وتوقف عند بعض اللحظات الفخورة التي وردت في الكتاب، مثل الشهادة التي مُنح المصري بمقتضاها علي نجمة سيناء، والتي أشادت ببسالته في القتال المتلاحم، ولقائه بالرئيس السادات في بيته، وعلاقته بقادته في الجبهة، وأشاد بالجانب العسكري المعلوماتي في الكتاب، الذي يوضح بشكل دقيق، كيفية إعداد و إطلاق الصاروخ، مما يُعتبر وثيقة عسكرية، جاءت علي شكل شهادة من مقاتل، توثق العلاقة العميقة التي تربط بين المقاتل وسلاحه في المعركة، وأساسها الوعي بطبيعة سلاحه ومميزاته.

واختتم أبو زيد كلمته بالإشادة بالجهد الذي بذلته المؤلفة في جمع المادة وتحريرها، وأسلوبها المفعم بالمحبة للبطل المحتفي به في الكتاب، ومنجزه العسكري.

وقام الدكتور مسعد عويس بإلقاء كلمة مؤكدًا علي أهمية الكتاب وضرورة تحويله لمسلسل تاريخي كمسلسل رأفت الهجان، أو فيلم تاريخي كالطريق إلى إيلات؛ لأننا نفتقد هذه النوعية من الأعمال الهادفة، لتكون مثالًا يحتذي به الشباب فى هذه الآونة.

وطالب د.مسعد عويس وزير التربية والتعليم بطباعة الكتاب وتوزيعه على الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية، وعمل مسابقة باسم الدكتورة هويدا عطا باسم: “ماذا تعرف عن هذا الكتاب؟!”؛ وتقديم ما يفيد عنه، وقد قام بتكريم المؤلفة بشهادة التميز والإبداع عن مهرجان يوم في حب مصر.

وشارك اللواء أشرف فوزي بكلمة مهمة أشاد فيها بالكتاب والكاتبة متعددة المواهب، والتي لا تألو جهدًا في خدمة الجوانب الثقافية والاجتماعية قائلا: في هذا العمل البديع، نجد أنفسنا أمام صفحات تنبض بالعزة والكرامة المصرية، كتبتها كاتبة تمتلك حسًا وطنيًا مرهفًا، وقلمًا يجمع بين صدق التوثيق وحرارة الإحساس.

وقال “فوزى”: الكتاب ليس مجرد سيرة بطل عسكري، بل هو رحلة إنسانية ووطنية ترصد حياة المقاتل محمد المصري، صائد الدبابات، وأحد أعظم رموز حرب أكتوبر المجيدة.

وقال: لقد استطاعت الكاتبة أن تمزج بين الحقائق العسكرية الدقيقة واللمسات الإنسانية المؤثرة، فجعلت القارئ يعيش تفاصيل البطولة، وكأنه أحد جنود العبور، يسمع دوي المعركة، ويشتم رائحة النصر في كل سطر.

وأشار “فوزى” بأن لغة الكتاب جاءت جزلة راقية، تنبض بالعاطفة، وتفيض بالانتماء، تحمل روح الوطن في كلماتها، ودفء الإنسانية في سطورها.

وقال: أجمل ما في العمل أنه لا يقدّم البطل كفرد استثنائي فقط، بل كرمز حيّ لروح الجندي المصري الذي لا يعرف المستحيل، ذاك الذي يقاتل بإيمان، ويؤمن بأن الله يحمي أرض الكنانة منذ فجر التاريخ، ومن خلال صفحات الكتاب، نرى كيف تحوّل محمد المصري إلى مرآة تعكس ملامح مصر كلها: الصبر، الشجاعة، الإخلاص، والإيمان بالنصر مهما كانت التحديات.

وقال: لقد منحت الكاتبة نصها نَفَسًا أدبيًا ساميًا، وتحدّثت بعين المحبة والاحترام، لا بعين الصحفي الباحث عن سبق، بل بعين المخلصة التي تحمل رسالة ووفاءً لأبطال الوطن، كلماتها تسكن القلب قبل العقل، وتغرس فينا يقينًا بأن من يعرف قدر جيشه لا تُهزم أمته أبدًا.

وقال: مع ما في النص من عاطفة فياضة، إلا أن الكاتبة أحسنت الموازنة بين المعلومة والتأمل، بين التاريخ والشعور، فخرج العمل متكامل الأركان: أدبًا وطنيًا، وتوثيقًا صادقًا، وشهادة وفاء لجيل من الرجال لا يتكرر؛ إن النقد البنّاء لهذا العمل لا يأتي من نقص، بل من حرصٍ على أن يبلغ كماله؛ فربما يحتاج إلى تنويع في بعض العبارات الخطابية، مع إمكانية تعزيز بعض الأحداث بمصادر أو صور توثيقية تزيده ثراءً وعمقًا.

وقال “فوزى”: لكن رغم ذلك، تبقى روح الكتاب هي نقطة قوته الكبرى، فهي صادقة نقية تخرج من قلب مؤمن بحب مصر.

وفي الختام، نستطيع القول إن هذا العمل هو أنشودة بطولة خالدة، تُعيد إلى أذهاننا مجد أكتوبر ورجالها، وتذكّرنا بأن الوطن لا يُصان إلا بالعطاء والإخلاص والتضحية.

لقد نجحت الكاتبة في أن تقدّم للأجيال الحالية والقادمة قدوةً حيّة من نور، وكتبت بمداد الوطنية ما سيبقى خالدًا في وجدان كل مصري أصيل.

إن كتاب “صائد الدبابات – محمد المصري” ليس مجرد توثيق لتاريخ، بل هو وثيقة حب لمصر، ورسالة شكر لجيشها العظيم، ودعوة لنا جميعًا أن نكون كما كان أبطالنا: ثابتين كالجبل، مؤمنين كالجند، مخلصين كالمصري الأصيل.

وأثنى ضيف الندوة الأستاذ الدكتور هشام السيسي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر علي جهد الكاتبة الكبير المبذول في إبراز كتاب تنويري للجيل الحالي والمستقبلي؛ يجسد بطولات جنود جيش مصر الذين تشرفوا بذكر اسمهم في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيرًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض”.

وأضاف “السيسى” بأنَّ أهمية الكتاب تكمن فى مزج الأدب بالتاريخ، وأن الأدب يضفي على التاريخ الحيوية والمتعة، كما تحدث عن أهمية تكريم الأبطال الذين يدافعون عن الوطن بالغالي والنفيس، وأنهم أحق الناس بكل أنواع التكريم.

وقد حرص الابن الاكبر للبطل محمد المصري المهندس حسام علي الحضور، وإلقاء كلمة شاكرًا فيها جهود الكاتبة في بذل الجهد لإظهار الكتاب سريعًا بعد وفاة الوالد.

وقد كانت مفاجاة الندوة الرائعة في المداخلة التليفونية التي جاءت من خلال عزبة المصري بمحافظة البحيرة من زوجة البطل الراحل السيدة الفاضلة عفاف، التي حيت الجميع وشكرتهم وأثنت علي اهتمامهم بالاحتفاء بزوجها الراحل، وعلي الكتاب والكاتبة، وقامت بالدعاء لهم، وقالت: إن زوجها بالتأكيد يشارككم احتفالكم به الآن؛ لأنني أشعر بأن روحه معكم، فقد كان يتمني أن يري هذا الكتاب بين أيديكم قبل أن يرحل رحمه الله.. وقد قرأ الجميع الفاتحة علي روح البطل، وألقى العديد من الكلمات المتتالية الممتلئة بالمحبة والعرفان في حق البطل والكتاب والكاتبة؛ مشيدين بدوره الرائع بحرب أكتوبر المجيدة ونصرها.


وقد توجه كل الحضور لافتتاح المعرض الفوتوغرافي الثالث للأديبة والفنانة التشكيلية “هويدا عطا”، حيث قام السفير محمود عزت بافتتاحه مع الحضور، والذي نال إعجاب الحضور لما به من تنوع بالموضوعات والألوان، واللقطة التي لها طابع فلسفي خاص بعين الفنانة، أشاد به الجمهور الزائر؛ مؤكدين علي جمال اللوحات وتفردها، ويستمر المعرض حتى ٢٣ أكتوبر الجاري.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا