منوعات

الروح المهنية والإنسانية في المؤسسات البنكية: تجربة شخصية مع BMCE

أهم الأخبار

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في المغرب، ينص القانون بوضوح على أن الحسابات البنكية غير النشطة يجب التعامل معها وفق إجراءات محددة. وفقًا لدورية بنك المغرب رقم 503، فإن المؤسسات البنكية ملزمة بإقفال الحسابات التي لم يتم تحريكها لمدة سنة كاملة، بعد إشعار العميل ومنحه مهلة 60 يومًا لاتخاذ قرار بشأن الحساب. ومع ذلك، قد يجد البعض أنفسهم في مواقف غير متوقعة بسبب حسابات قديمة لم تعد في دائرة اهتماماتهم اليومية.

في عام 2014، فتحت حسابًا بنكيًا، ثم انقطعت عن استخدامه نهائيًا. بعد 11 سنة، فوجئت بأنني في نزاع مع المؤسسة البنكية التي كنت أتعامل معها، وهي البنك المغربي للتجارة الخارجية BMCE، وكالة حي السلام سلا ،وأنني مدين بمبلغ يفوق 1400 درهم. شعرت بالحنق والعصبية، وتوجهت إلى البنك مستعدًا لمعركة طويلة مع الإجراءات البيروقراطية. لكن ما حدث غيّر نظرتي تمامًا.

استقبلني مدير الوكالة، ياسين ساجد، بابتسامة عريضة، وقدّم نفسه بكل ود. شرحت له المشكلة، واستمع إليّ بصبر واهتمام،بحث في حاسوبه عن أصل المشكل وأمدني برقم هاتفه على أمل أن يتصل بي في وقت لاحق لإيجاد حل للمشكل. لم تمر سوى ساعة حتى تلقيت اتصالًا منه يخبرني بأن المشكل قد حُلَّ بالتقادم، وأنه بإمكاني الآن الحصول على شهادة رفع اليد دون أي تعقيدات.

هذه التجربة جعلتني أقدّر الروح المهنية والإنسانية التي يتحلى بها بعض الأطر الشابة داخل المؤسسات البنكية. فرغم أن البيروقراطية قد تكون مرهقة أحيانًا، إلا أن التعامل الراقي والمسؤول من طرف موظفي البنك يمكن أن يحوّل تجربة مزعجة إلى لحظة امتنان. وبكل صدق، أتوجه بالشكر مرة أخرى إلى ياسين ساجد، نموذج للإطار البنكي الذي يعمل بحرفية وإخلاص، ويعكس صورة مشرقة عن قطاع الخدمات المالية في المغرب.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا