صحة و جمال

اضطراب ثنائي القطب والتكفل النفسي لحماية الحياة

الرباط : حليمة زروال

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

بين نوبة من النشاط المفرط، وأخرى من الحزن العميق، يعيش المصاب باضطراب ثنائي القطب صراعا داخليا لا يرى… لكنه قد يقوده إلى حافة الانتحار.”

اضطراب ثنائي القطب ليس مجرد تقلب مزاج،
بل هو اضطراب نفسي مزمن، يتميز بتعاقب نوبات من الهوس (نشاط زائد، اندفاع، أفكار متسارعة)،
ونوبات من الاكتئاب العميق، يصاحبها فقدان للأمل، شعور بالذنب، وإحساس بالعجز.
وفي هذه اللحظات بالذات، قد تظهر أفكار انتحارية صامتة، لا لأن المصاب يريد الموت… بل لأنه لم يعد يحتمل الألم.

– لماذا يواجه المصابون بثنائي القطب خطر الانتحار أكثر من غيرهم؟

1. لأنهم يعيشون تقلبات داخلية عنيفة ومرهقة نفسيا.

2. لأن نوبات الاكتئاب لديهم تكون عميقة ومظلمة.

3. لأنهم يشعرون أحيانا بالوحدة وسوء الفهم من محيطهم.

4. ولأن الخوف من الوصمة يمنعهم من طلب المساعدة.

* ما أهمية التكفل النفسي في الوقاية من الانتحار؟

– التشخيص المبكر وتقديم التفسير المناسب للحالة.
– العلاج الدوائي والنفسي المستمر مع أخصائيين مختصين.
– دعم نفسي فردي أو جماعي يخفف من الإحساس بالعزلة.
– توعية الأسرة وإشراكها في تقديم الدعم دون أحكام أو ضغط.
– توفير بيئة آمنة تتيح للمصاب أن يعبّر عن مشاعره دون خوف.

– ملاحظة إنسانية:

الانتحار ليس أنانية… بل لحظة انكسار داخلي لا تحتمل.
والمصاب بثنائي القطب لا يبحث عن الموت، بل عن خلاص من ألم صامت لا يفهمه أحد.
ولذلك، فهو لا يحتاج فقط لمن يقول له: “هل تناولت دواءك؟”
بل يحتاج أكثر لمن يسأله بلطف وصدق:
“كيف حالك اليوم؟”
اضطراب ثنائي القطب لا يعالج بالإهمال أو التوبيخ،
بل بالرعاية، والعلاج، والاحتواء.

أن تنقذ شخصا من الانتحار، لا يعني فقط أن تمنعه من الموت…
بل أن تعيده إلى الحياة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا