حوادث

من هو المجرم الحقيقي….(جريمة بن أحمد)

متابعة : صالح رزوق

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في مدينة بن حمد الصغيرة، حيث يعرف الناس بالطيبوبة والسلام ، كان هناك رجل غريب، الكل يعرف قصته. رجل مضطرب، مريض نفسيًّا بشهادة كل من يسكن جواره، رجل بلغ عنه الجيران أكثر من خمسين مرة، يطرقون أبواب السلطة وهم يرتجفون من القادم، يطلبون الحماية لأنفسهم ولأبنائهم. لكن في كل مرة، يعود الرجل إلى شارعه، إلى حيّه، إلى ضحيّته القادمة.

لم تكن شكاوى الساكنة صيحات ذعرٍ بلا معنى، بل كانت أجراس إنذار تُقرَع مبكرًا. كانوا يقولون: “أنقذونا قبل أن يقع المحظور!” لكن لا أحد سمع… أو ربما، لا أحد أراد أن يسمع.

وفي ليلة لم تكن ككل الليالي، حدث ما كان يخشاه الجميع. جريمة بشعة، أرواح أزهقت بدمٍ بارد. لم يكن المشهد من رواية خيالٍ سوداوي، بل من واقع يصرخ أن الإهمال قاتل.

لكن، من هو القاتل الحقيقي؟

هل هو ذلك المريض الذي خانته نفسه، وانهارت فيه جدران العقل؟ أم أن القاتل الحقيقي هو من تركه حراً طليقاً، يتجول بين الناس كقنبلة موقوتة؟ من هو المسؤول حين يعلم الجميع أن الرجل مريض، والجيران يشهدون، لكن الدولة تتجاهل، والمؤسسات تغلق أعينها، حتى يُزهَق الدم؟

في بن حمد، لم تُزهَق ثلاث أرواح فقط، بل زُهقت معها ثقة الشعب، وانهارت جدران الأمان في حيٍّ كان لا يريد سوى أن ينام بسلام.

العدالة اليوم، ليست أن يُحاسب القاتل فحسب، بل أن يُحاسب من أغمض عينيه عن الحقيقة، من جعل من الإهمال شريكًا في الجريمة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا