
محمد الشافعى كاتب صحفى ومؤرخ وثق عبر مؤلفاته التى تجاوزت الثلاثين كتابا للبطولات المصرية فى المحطات الفارقة فى تاريخ مصر الوطنى، بين بطولات عسكرية مشرفة للجيش المصرى وكذلك المقاومة الشعبية. وقد أخذ على عاتقه- على مدى الثلاثين عاما- رسالة التأريخ لملاحم البطولة المصرية، وراح يجوب ربوع مصر بحثا عن الجنود المجهولين من أبطال القوات المسلحة وأبطال المقاومة الشعبية. وفى هذا السياق أسفرت جهوده عن هذا العدد الكبير من المؤلفات ومنها «السويس مدينة الأبطال» و«بورسعيد بوابة التاريخ» و«الإسماعيلية أرض الفرسان» و«شموس فى سماء الوطن» و«عبد المنعم رياض فارس الرحلة المستحيلة» و«أمير الشهداء.. مدد يا رفاعى مدد» و«صائدو الدبابات». ويؤكد الشافعى أن رسالته تهدف إلى مقاومة تجريف الوعى الوطنى، وقبل أيام صدر للشافعى كتاب «عبد الناصر حقائق وأباطيل» مع الذكرى الخمسين لرحيل ناصر وكان لـ«المصرى اليوم» معه هذا الحوار الذى جاء متزامنا مع نصر أكتوبر ورحيل عبد الناصر وأيضا اغتيال الرئيس السادات..
الكاتب الصحفى والمؤرخ الكبير محمد الشافعى من مواليد الإسماعيلية فى 1960 وكان والده يعمل بالبوليس، وعاش طفولة مليئة الاحداث التاريخية من عدوان يونيو 1967 ونشأته فى مناخ عامر بالقيم الإنسانية العليا عند المصريين، وخاصة خلال عملية التهجير، وقد تميز بالكتابة الوطنية، من اروع الاشياء,حيث كان فى مدينة العريش قبل أكثر من ثلاثين سنة لحضور مهرجان مسرحى لفرق المحافظات وقدمت فرقة السويس مسرحية «كان يوم صعب جدا» تأليف هشام السلامونى وإخراج حسن الوزير، وكانت عن فدائيى منظمة سيناء العربية من أبناء السويس وبطولاتهم العظيمة خلال الاستنزاف ومنعهم الصهاينة من دخول السويس يوم 24 أكتوبر 1973 وكيف تعرضوا للظلم ماديا ومعنويا بعد الحرب.. من هذه اللحظة الفارقة فكان أول كتابات الشافعى التأريخ الوطنى بعنوان «السويس مدينة الأبطال».
كانت أغلب مؤلفاته فى التأريخ للبطولات العسكرية، وبطولات المقاومة الشعبية أيضا، وقد حاول رد الاعتبار لبطولات حرب الاستنزاف، تلك الحرب التى مازال العدو الصهيونى يؤكد على أنها الحرب الوحيدة التى خسرها ضد العرب، وقد تعرضت تلك الحرب لظلم كبير، فى سياق الحملة ضد الزعيم جمال عبدالناصر، رغم أن حرب الاستنزاف شكلت التوطئة القوية لحرب أكتوبر 1973 ومثلت استردادا للثقة فى العسكرية المصرية، وقد استمرت حرب الاستنزاف 1041 يوما، وقام خلالها الجيش المصرى بالكثير من العمليات التى أربكت بل هزت الكيان الصهيونى ومازال الكثير منها يدرس فى الأكاديميات العسكرية الدولية. وكان مثلا من أهم أعمدة أكتوبر مدفع المياه الذى دمرخط بارليف وحائط الصواريخ والخلطة السحرية التى أغلقت أنابيب النابالم والهجوم على النقاط الحصينة وخطة العبور في وضح النهار واختيار يوم السبت وعبور القناة آلاف المرات.. كل هذه الأعمدة المهمة تم تنفيذها بالكامل خلال حرب الاستنزاف.
كل الأبطال الذين كتب عنهم.. وكل البطولات التى رصدتها.. تصلح لأن تتحول إلى أعمال درامية شديدة النجاح. تعمل على ترسيخ كل مبادئ الانتماء والوطنية.. ولكن هذه النوعية من الأعمال تحتاج إنتاج الدولة.. كما حدث مع فيلم الممر ومسلسل الاختيار. أنه الشافعى صاحب رسالة وطنية سعى إلى توصيلها إلى كل المصريين والعرب، ولم يسع إلى الكسب والاستفادة مما يقدمه من دراسات وطنية أنه تحظى بإشادة الجميع، وله مشاركات عديدة فى كل محافظات مصر، حيث شاركت فى مئات الندوات والمؤتمرات.والصالونات الأدبية.. وعلاقته بأعلام عصره.. ثم أثبتنا بعضاً من مقالاته وحواراته وشهادات رفاق الدرب وأصدقائه وملاحق بالصور والوثائق. وقد اعتمدنا بصفة أساسية على حواراتى مع الشافعى وكذلك أرشيفه الزاخر وعلى مؤلفاته.
الكاتب الصحفى والمؤرخ/محمد الشافعى ومشوار فى بلاط صاحبة الجلالة التى عشقها منذ فجر شبابه، وقد مر بمراحل فى هذا المجال بدءاً من الصحيفة القروية التى كان يشارك فيها، ثم عندما التحق بكلية الزراعة شارك فى تحرير صحف الحائط بالكلية، وبعد تخرجه والتحاقه بالخدمة العسكرية فى القوات الجوية عرف المنتديات الثقافية وأخذ بيده الكاتب والشاعر خيرات عبد المنعم ليعمل فى جريدة «الحياة» لصاحبها محمد عمر الشطبى، ومكث بها فترة، ثم ساعده الشاعر الكبير إبراهيم صبرى فى الالتحاق بمجلة «الكواكب» أعرق المجلات الفنية فى العالم العربى، وكانت تجربة ثرية تعلم فى دوحة دار الهلال ومن كبار الكتاب أمثال: رجاء النقاش، وكمال النجمى، وحمدى لطفى، وعبد النور خليل، ومكرم محمد أحمد، وحسن شاه، وغنيم عبده، واستفاد من تجاربهم، وفتحت له هذه الدار العريقة المجال ليتعرف على أعلام من أبطال المقاومة الشعبية، وأبطال القوات المسلحة وقادتها، وكذلك تعرف إلى نجوم الفن والثقافة والأدب والتاريخ والسياسة، ثم كتب الشافعى فى صحف ومجلات أخرى مثل: المصور بدار الهلال، والدستور، والمصرى اليوم، وفى دار الهلال أسس سلسلة «تاريخ مصر» وأصدر منها أكثر من ٩٠ عدداً ثم توجت مسيرته بتوليه رئاسة تحرير مجلة الهلال، وعمل فيها فى فترة فارقة فى تاريخ مصر وتحدى الصعاب وعمل على الارتقاء بالمجلة وترسيخ الهوية المصرية على صفحاتها، وما زالت المجلة تستعين بخبرته حتى كتابة هذه السطور فهو يشرف على الملفات التى تنشرها المجلة ويستكتب خيرة الكتاب المصريين.
من أهم اعمال وكتابات الشافعى زعماء دولة التلاوة”، و”في وجه العاصفة”. ندعوكم لحضور حفل اطلاق كتاب – الطريق الي اكتوبر للكاتب الصحفي محمد الشافعي.
تكريم يليق بمكانة الكاتب المؤرخ الكبير محمد الشافعى علامة من علامات صاحبة الجلاله وتكريمه وسط لفيف من مثقفين وادباء وكتاب وفنانين المجتمع المصرى والوفود العربية بنقابة الصحفيين رمز الصمود والقلم الحر ولفيف من جموع المجتمع احباء الكاتب الصحفى والمؤرخ الكبير محمد الشافعى رمز النضال الشعبى والقلم الحر عبر التاريخ 65 عاما من الابداع والعطاء والكفاح والتأثير فى الوجدان العربى.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.