عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي جهود دار الإفتاء في عهد الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد
كتب: أيمن وصفى

• مليون فتوى متنوعة.. تسجيل نحو 450 ألف فتوى شفوية ومباشرة و400 ألف فتوى عبر الإنترنت
• تصويب شرعي لخمس قضايا وظواهر جدلية.. أبرزها التصدي لدعوات المساواة المطلقة في الميراث، وحرمة التغني بالقرآن وخطر ترويج الشائعات
• 50 قافلة دعوية بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتعزيز القيم الإسلامية الوسطية والتصدي للفكر المتطرف
• خطوات حثيثة نحو لامركزية الفتوى وتوسيع نطاق الخدمة الإفتائية.. تعزيز فرع مطروح والتنسيق لفروع كفر الشيخ والدقهلية والسويس
منذ تولي الأستاذ الدكتور نظير عياد منصب مفتي جمهورية مصر العربية، شهدت دار الإفتاء المصرية نقلة نوعية على مستويات متعددة، تمثلت في تجديد آليات الإفتاء، وتوسيع الشراكات المؤسسية، والانفتاح على مستجدات العصر بما يحقق التوازن بين الثوابت الدينية ومقتضيات الواقع المتغير. وجاءت هذه النقلة انعكاسًا لرؤية واعية تجمع بين المنهج الأزهري الأصيل وفهم دقيق لتعقيدات الواقع الاجتماعي والتكنولوجي، ما جعل الفتوى أكثر حضورًا في الشأن العام، وأكثر قدرة على تفكيك إشكاليات الناس في قضاياهم المختلفة.
كانت البداية في 11 أغسطس 2024م، بتعيين الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتيًا للجمهورية بقرار جمهوري، ليشغل منصبه رسميًّا في 12 أغسطس 2024م، ومنذ ذلك التاريخ حمل فضيلته على عاتقه رسالة سامية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والمشاركة في بناء الوعي الديني والفكري، ومواجهة التحديات التي تهدِّد تماسك المجتمعات.
فمع مرور عام على تولي مفتي الجمهورية مهام منصبه، تجلَّت بوضوح ملامح التحول النوعي الذي شهدته دار الإفتاء المصرية، سواء على صعيد تطوير الأداء المؤسسي، أو في مجال ضبط الخطاب الديني والتوسع الجغرافي المدروس، فقد أولى فضيلته منذ اليوم الأول أهمية بالغة لتنظيم العمل الإفتائي، وتفعيل المنظومة المؤسسية القائمة على العلم والانضباط، مع تطوير آليات إصدار الفتاوى الإلكترونية والهاتفية والمكتوبة، وهو ما مكَّن الدار من التعامل بكفاءة مع مئات الآلاف من الاستفسارات الفقهية الواردة من داخل مصر وخارجها.
وقد بلغ إجمالي ما أصدرته دار الإفتاء خلال هذا العام ما يزيد على مليون فتوى، توزعت على مختلف أبواب الفقه من الأحوال الشخصية، إلى المعاملات المالية، والقضايا الأسرية، والمستجدات الاجتماعية، بما يعكس مدى تنوع القضايا المطروحة وارتباطها الوثيق بحياة الناس. فقد سُجل نحو 450 ألف فتوى شفوية ومباشرة، إضافة إلى نحو 400 ألف فتوى عبر الإنترنت، في مؤشر واضح على تنامي ثقة الجمهور بالدار.
وفي مواجهة الفوضى الإفتائية والتطرف الديني، اتخذ المفتي موقفًا حازمًا تجاه الفتاوى والآراء غير المنضبطة، حيث أصدرت الدار سلسلة من البيانات والتصريحات التي رفضت توظيف الدين في تأجيج العنف أو إثارة الفتن، ومن أبرزها الرد على دعوات الجهاد الفردي ضد الاحتلال الإسرائيلي بمعزل عن الضوابط الشرعية، والتصدي لدعوات المساواة المطلقة في الميراث، فضلًا عن التنبيه إلى حرمة قراءة القرآن مصحوبًا بالموسيقى أو التغني به على نحو يخالف الهيبة الشرعية للنصوص القرآنية. كما حذرت الدار من خطر ترويج الشائعات باسم الدين، مؤكدة أن الشرع ينهى عن كل ما يؤدي إلى اضطراب المجتمعات، وبيَّنت مؤخرًا حرمة تعاطي مخدر الحشيش شرعًا بعد تداول آراء عبر مواقع التواصل تُجيز الأمر.
ولم يقتصر حضور مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال عامه الأول على ميدان الفتوى وضبط الخطاب الديني، بل امتد دوره ليشمل مساحات أوسع من التأثير الوطني والدعوي والإنساني، في ترجمة عملية لرؤية متكاملة تُدرك أن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن الحضور الميداني الفعَّال والمشاركة المجتمعية النشِطة، فقد شهد العام الأول من ولاية فضيلته حضورًا لافتًا على مستوى الأنشطة الميدانية والدعوية والإنسانية، فقد أطلقت الدار 50 قافلة دعوية بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى شمال سيناء، والتي هدفت إلى تعزيز القيم الإسلامية الوسطية، والتصدي للفكر المتطرف، ونشر الوعي الديني الرشيد في المناطق الحدودية، بما يسهم في تحصين المجتمع ومساندة جهود الدولة في بناء الوعي.
وعلى صعيد التوسع الجغرافي واللامركزية في تقديم الخدمة الإفتائية، شهد هذا العام تعزيز فروع الدار في محافظات مطروح والإسكندرية وأسيوط وطنطا، إلى جانب التنسيق ووضع الخطط لافتتاح فروع جديدة بمحافظات كفر الشيخ والدقهلية والسويس. كما قام فضيلته بجولات ميدانية لتفقد عدد من الفروع في المحافظات، وبحث سبل التعاون مع السلطات المحلية، بهدف ضمان وصول الفتوى المنضبطة إلى مختلف شرائح المجتمع، والحد من ظاهرة الفتاوى العشوائية في المناطق النائية.
وهكذا تعكس هذه الجهود المتوازية – على مستوى المحتوى والهيكل والانتشار – إدراكًا عميقًا لفضيلته لأهمية تجديد الخطاب الديني من داخل المؤسسات الرسمية، وتقديم الفتوى كرافد أساسي من روافد الاستقرار الاجتماعي والفكري والديني.
عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي
دار الإفتاء في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد تشهد:
• أكثر من 100 مشاركة محلية ودولية بين المؤتمرات والملتقيات وورش العمل والندوات النوعية.
• 25 مؤتمرًا محليًّا ودوليًّا وأكثر من 50 ندوة لنشر الوعي ومواجهة التطرف.
• تنظيم ندوتين نوعيتين داخل الدار: “الفتوى وبناء الإنسان” و”الندوة الدولية الأولى” و5 ورش عمل نوعية تضع الفتوى في قلب التحديات المجتمعية
• حضورًا فكريًّا متميزًا لدار الإفتاء بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
• استقبال 80 وفدًا محليًّا ودوليًّا يعزز دَور دار الإفتاء كمنصة عالمية للحوار والتعاون
مع انقضاء عام على تولي مفتي الجمهورية مهام منصبه، برزت بوضوح ملامح التحول النوعي الذي شهدته دار الإفتاء المصرية؛ فمنذ أن تولى فضيلته، برزت المؤتمرات كأحد أبرز المسارات التي عبَّر من خلالها عن رؤيته المتجددة للخطاب الديني، والدور المحوري الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات المعاصرة، فقد شارك فضيلة المفتي خلال هذا العام في أكثر من 25 مؤتمرًا محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، مثَّل خلالها دار الإفتاء المصرية والموقف الديني الوسطي الذي تتبناه الدولة المصرية، ورسَّخ من خلالها مكانة الدار كمرجعية إفتائية وفكرية مرموقة.
اتسمت مشاركته في هذه المؤتمرات بالتنوع في الموضوعات والوعي بالتحولات العالمية، حيث تناولت أوراقه البحثية وكلماته المحورية قضايا شديدة الصلة بالعصر، مثل: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الفتوى، والإرهاب الإلكتروني، والتحديات الأسرية، وقضايا التغير المناخي من منظور ديني، ودور الفتوى في استقرار المجتمعات، والعلاقات بين الأديان، والتعايش السلمي، إلى جانب ملفات الشأن الإسلامي الداخلي، كقضايا الإلحاد، والانحرافات الفكرية، والتشدد الديني.
فقد شارك المفتى في مؤتمرات نوعية، أبرزها: مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي بالعاصمة البحرينية المنامة، ومؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، القمة الدينية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ في العاصمة باكو أذربيجان، المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة بسنغافورة، ومؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الدوحة، ومؤتمر “الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة” بجمهورية أوزبكستان، ومؤتمر “المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك” بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، و مؤتمر “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص”، المنعقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
ومحليًّا، عكست الفعاليات حضورًا متميزًا للمفتي أيضًا، حيث حرص على التفاعل المباشر مع الجمهور والباحثين وطلاب العلم، مقدمًا خطابًا رشيدًا يراعي الواقع ويستند إلى أصول العلم، وقد تنوَّعت هذه الفعاليات بين مؤتمرات وندوات علمية موسَّعة، وملتقيات فكرية، ولقاءات مجتمعية، كان الهدف منها توسيع دائرة الوعي الشرعي الرشيد وربط الفتوى باحتياجات الناس اليومية.
ومن حيث الأثر، فإن هذه المؤتمرات لم تكن فقط منصات نقاش، بل خرجت بتوصيات عملية، منها: إنشاء رابطة عالمية مستقلة تضم المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب، بهدف دعم التفاهم المشترك، وتعزيز قيم المواطنة، وتعزيز العمل الإنساني المشترك بين الطوائف الإسلامية، وخاصة في مجالات الإغاثة، والتعليم، ومحاربة الفقر والجهل، لصرف الجهود نحو القضايا الإنسانية الجامعة بدلًا من الخلافات الفكرية والمذهبية.
ولم يقتصر دوره على الحضور الفاعل في المحافل الدولية، بل امتد ليشمل تنظيم ندوات متخصصة تحمل رؤية استراتيجية؛ حيث عقدت الدار ندوتين رفيعتي المستوى تجسدان توجه المفتي نحو تجديد الخطاب الديني وربط الفتوى بالقضايا الكبرى التي تمس وعي المجتمع واستقراره، جاءت الندوة الأولى بعنوان “الفتوى وبناء الإنسان” تزامنًا مع المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري” التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما حملت الثانية عنوان “الفتوى وتحقيق الأمن الفكري”، وهي أول ندوة دولية تنظمها الدار، ركزت على حماية العقول من الانحراف عبر التعاون المؤسسي وضبط الخطاب الديني لمواجهة العنف والأفكار الهدامة.
كما ألقى المفتي محاضرات في أكثر من 30 ندوة توعوية تناولت قضايا فكرية ومجتمعية متعددة، وقد خُصص جانب مهم منها لموضوع مكافحة الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع، حيث قدَّم فضيلته محاضرات في جامعات سوهاج والإسكندرية وحلوان، وكذلك في مدارس التربية والتعليم بعدد من المحافظات مثل سوهاج والدقهلية وشمال سيناء؛ سعيًا لترسيخ وعي الطلاب والشباب بمخاطر الشائعات وانعكاساتها على استقرار المجتمع.
كما تناولت مجموعة أخرى من الندوات قضية بناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية، حيث حاضر فضيلته في جامعات القاهرة، طنطا، المنصورة، أسيوط، والسادات، إضافة إلى ندوات بمدارس كفر الشيخ ومطروح، مؤكدًا أن بناء الوعي الرشيد هو أساس بناء الأوطان.
وفي محور آخر، جاءت ندوات القيم الإسلامية والرد على الشبهات، ومنها ندوة «مواجهة الشبهات الإلحادية» بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، و«العلاقة بين العلم والدين» بجامعة الزقازيق، و«إحياء القيم الإسلامية» بجامعة الصالحية الجديدة، إلى جانب محاضرات بالجامعة المصرية الروسية وجامعة قناة السويس وجامعة العريش حول دور الأخلاق والدين في حياة المجتمعات.
وقد ركزت هذه الندوات والمحاضرات على مواجهة الأفكار المغلوطة وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، مع إبراز سماحة الشريعة الإسلامية ودورها في تحقيق الاستقرار المجتمعي، إلى جانب ترسيخ الفهم الوسطي المعتدل للدين، وتوضيح العلاقة الوثيقة بين العقيدة والسلوك في حياة الفرد، وبذلك أسهمت هذه الجهود في تقديم نموذج عملي لدور الإفتاء في بناء الوعي وصناعة جيل جديد قادر على التفاعل الإيجابي مع قضايا وطنه وعصره.
وحرص فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد في عامه الأول على أن يكون لدار الإفتاء حضور فاعل ومؤثر في الفعاليات الثقافية الكبرى، وفي مقدمتها معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث نظمت الدار وشاركت في أكثر من 20 ندوة فكرية ونقاشية عُقدت على هامش جناحها في الدورة الـ 56 للمعرض.
وقد جاءت هذه المشاركات في إطار استراتيجية متكاملة لتعزيز الوعي الديني الوسطي، والتفاعل المباشر مع قضايا المجتمع، وطرح الفتوى كأداة لحماية العقل ومواجهة الانحراف والتطرف. وتنوعت موضوعات الندوات بين قضايا الزواج والطلاق، والدراما والإعلام، والمصريين في الخارج، وحقوق ذوي الهمم، والفتوى في العصر الرقمي، ومخاطر المقامرة الإلكترونية، وغيرها من القضايا التي تهم الشارع المصري.
كما تميز جناح دار الإفتاء لهذا العام باختيار شخصية علمية بارزة هي الشيخ محمد بخيت المطيعي، تكريمًا لعطائه في ترسيخ الفتوى الوسطية، إلى جانب عرض إصدارات جديدة ومتميزة تواكب قضايا العصر، منها كتب حول العقل المسلم وزكاة كسب العمل وتاريخ أصول الفقه، وسلاسل علمية تستهدف فئات الشباب والأسرة والمرأة.
وفي إطار جهوده لترسيخ الفتوى الواعية والتفاعل العملي مع قضايا المجتمع، شارك فضيلة مفتي الجمهورية في أكثر من خمس ورش عمل متخصصة، نظم بعضها بالشراكة مع مؤسسات علمية وبحثية كبرى، وقد مثَّلت هذه الورش تجسيدًا لرؤية فضيلته نحو ضرورة تكامل التخصصات الشرعية والاجتماعية في معالجة الظواهر المعاصرة.
وكان من أبرزها ورشة “العنف الأسري في مصر.. رؤية تكاملية بين الإفتاء والعلوم الاجتماعية والجنائية”، التي نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، وقد ألقى فضيلة المفتي خلالها كلمة مؤثرة أكد فيها أن العنف الأسري لم يعد ظاهرة هامشية، بل بات ناقوس خطر حقيقي يهدد تماسك الأسرة والمجتمع، وقد لاقت الورشة حضورًا نوعيًّا وتفاعلًا لافتًا، وعبَّرت عن روح المرحلة الجديدة التي تقودها دار الإفتاء في الجمع بين الأصالة والتخصص، والدين والعلم.
وعلى صعيد تجسير العلاقات وتعزيز الشراكة والتعاون الدولي، وخلال عامه الأول مفتيًا لدار الإفتاء المصرية، استقبل فضيلة مفتي الجمهورية ما يقرب من 80 وفدًا محليًّا ودوليًّا وذلك من عدة دول بينها إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة ونيجيريا وليبيا وجيبوتي وفلسطين، إلى جانب مؤسسات دولية وأكاديمية، وعقد حوالي 96 لقاء مع مفتين ودبلوماسيين ورجال دين وخبراء متخصصين في مجالات متنوعة داخل مصر وخارجها؛ لبحث سبل التعاون في مجالات تدريب الكوادر الإفتائية، وتطوير الدراسات الإسلامية، ودعم الفتوى الوسطية، والتعاون في القضايا المجتمعية والإنسانية، بما يعكس الدور العالمي المتنامي لدار الإفتاء المصرية كمظلة للحوار الديني والتعاون الدولي.
وهكذا، يختتم العام الأول لمفتي الجمهورية وقد رسَّخ مكانة دار الإفتاء المصرية كمنارة عالمية للحوار الديني والتعاون الدولي؛ فمن خلال استقبال عشرات الوفود من مختلف الدول، وعقد عشرات اللقاءات مع قيادات دينية وأكاديمية ودبلوماسية، تجلَّت صورة الدار كجسر للتواصل وبناء الشراكات، وكمظلة جامعة تدعم الفتوى الوسطية وتخدم القضايا الإنسانية والمجتمعية، بما يبرهن على رسالتها الحضارية في خدمة الدين والوطن والإنسانية جمعاء.
وقد أولى الأستاذ الدكتور نظير عياد اهتمامًا خاصًّا بتنظيم الجلسات العلمية والبرامج التدريبية بوصفها أدوات فاعلة لربط البحث العلمي بالواقع العملي وتعزيز التكامل بين العلم والدين لخدمة المجتمع، حيث ترأس 3 جلسات علمية وحوارية جمعت بين علماء الشريعة والمتخصصين في مجالات متعددة، أبرزها مناقشة أحكام مريض ألزهايمر، واستعراض استراتيجية دار الإفتاء، وإطلاق حملة وطنية لبناء وعي الشباب.
كما أطلقت دار الإفتاء خلال العام ما يزيد على 10 برامج ودورات تدريبية، استفاد منها مئات المشاركين من عدة دول من بينها ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، وعدد من الدول الإفريقية والعربية. وتنوعت هذه البرامج بين التدريب على منهجية بناء الفتوى، ومكافحة الفكر المتطرف، والتأهيل الفقهي، بالإضافة إلى برامج متخصصة لمقدمي الرعاية للمراهقين وأعضاء لجان الفتوى.
وبذلك، تواصل دار الإفتاء المصرية تحت قيادة المفتي رسم ملامح مرحلة جديدة من الحضور الفاعل والتأثير الإيجابي، بما يعزز مكانتها محليًّا ودوليًّا، ويؤكد دورها الرائد في خدمة الدين والوطن ومواكبة متطلبات العصر.
عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي
دار الإفتاء في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد:
• زيارات تفقدية تعكس الحضور المحلي.. وفعاليات إنسانية ومبادرات تعزِّز روابط التعاون مع المؤسسات الدينية العالمية
• إطلاق “مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش” خطوةٌ نوعية لتعزيز الفقه الوسطي المصري
إسهامًا في تعزيز التكامل بين الجهود الدينية والوطنية لخدمة المجتمع ومواجهة التحديات الراهنة، شارك فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- في عدة زيارات تفقدية مهمة تعكس تنسيقًا رفيع المستوى مع مؤسسات الدولة، خلال عام من توليه منصب الإفتاء، حيث حضر افتتاح وتفقُّد عدد من المساجد الكبرى، منها مسجد “العلي العظيم” بألماظة بمشاركة رئيس الوزراء، ومسجد النور بمحافظة الجيزة. كما أدى فضيلته صلاة الجمعة بالمسجد الإبراهيمي في دسوق عقب افتتاح المرحلة الأولى من تطوير ساحته، وألقى أول خطبة جمعة من رحاب “مسجد مصر الكبير” بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة بعد ضمه دعويًّا وعلميًّا إلى وزارة الأوقاف، كذلك شارك في زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب لبيت الزكاة والصدقات المصري.
وعلى الصعيد الإنساني، كان لمفتي الجمهورية حضور مؤثر، حيث تفقَّد مصابي العدوان على غزة بمستشفى العريش العام، في موقف يعكس تضامن دار الإفتاء مع القضايا الإنسانية الإقليمية، وحرصها على التعبير العملي عن المساندة والدعم.
وفي إطار المبادرات التنموية، ساهمت دار الإفتاء بفعالية في دعم المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، حيث ثمّنَ فضيلة المفتي أهدافها الدينية والوطنية، وأكد استعداد الدار لتقديم الدعم الشرعي والمعرفي لتعزيز ثقافة البناء والارتقاء بالوعي.
وعلى المستوى الدولي، شهد هذا العام تعزيزًا لروابط التعاون مع المؤسسات الدينية العالمية، حيث استقبل فضيلة المفتي رئيس معهد أذربيجان للعلوم الدينية، وأعلن دعم دار الإفتاء المصرية الكامل لإنشاء مركز تعليم اللغة العربية بالمعهد بالتنسيق مع الأزهر الشريف، في خطوة تستهدف ترسيخ التواصل الحضاري واللغوي بين الشعوب الإسلامية.
وفي خطوة نوعية لتعزيز الفقه الوسطي المصري، أطلقت دار الإفتاء “مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش”، بهدف إحياء تراث هذا الإمام المجدد، ونشر أعماله وتنظيم ندوات علمية حول منهجه، بما يدعم مفاهيم التعايش والسلام المجتمعي.
وفي مجال رعاية النشء والارتقاء بالمواهب، شارك فضيلة المفتي في حفل تكريم الفائزين بمسابقات “نحلة الأزهر للتهجي” و”فارس المتون” و”المترجم الناشئ”، وكذلك افتتاح فعاليات مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم والابتهال، دعمًا لجهود اكتشاف وتنمية القدرات القرآنية واللغوية بين الشباب.
وما زالت دار الإفتاء المصرية، تؤكد من خلال هذه الجهود المتواصلة، رسالتها في نشر الوعي الرشيد وتعزيز قيم الانتماء، ماضيةً في أداء دورها الوطني والديني في ترسيخ الوسطية وصون الهوية، بما يضمن بناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات وصناعة مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي
دار الإفتاء في عهد الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد…
• إصدار ما يزيد عن 25 بيانًا لإدانة الظلم ونصرة القضايا الإنسانية
• إعلان التضامن الإنساني في الحوادث والكوارث الوطنية والدولية
• دار الإفتاء المصرية باقية على عهدها في الانتصار لقيم العدل والسلام والدعوة إلى حماية الإنسان أيًّا كان موقعه
على مدار عام كامل من توليه منصب مفتي الجمهورية، برز الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد كصوت قوي للحق والإنسانية، عبر ما يزيد على 25 بيانًا رسميًّا للإدانة والتضامن، شكَّلت حصنًا للدفاع عن المظلومين ورفضًا قاطعًا لانتهاك الكرامة الإنسانية. وقد حلَّت القضية الفلسطينية في صدارة هذه المواقف، حيث شكَّلت النسبة الكبرى من البيانات، أدان خلالها فضيلته بأشد العبارات محاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم العادلة، وفضح جرائم الاحتلال من إحراق مستشفى كمال عدوان، ومجزرة الشجاعية، واستهداف الجائعين في طوابير المساعدات، إلى القصف الوحشي لمدرسة تؤوي النازحين في حي الصحابة، واصفًا هذه الأفعال بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان داعيًا إلى تحرك فوري وفاعل من كافة الهيئات والمؤسسات الدولية والإنسانية، لوقف شلال الدم، وتأمين الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة.
كما رفض الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قِبل المستوطنين وقيادات الاحتلال، واعتبرها استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين، محذرًا من تداعياتها على أمن المنطقة. وفي دعمه لغزة، شجب قرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا تأييده الكامل للرؤية المصرية لإعمار القطاع.
وامتدت بيانات الإدانة لتشمل قضايا عربية ودولية، منها العدوان الإسرائيلي على سوريا، واستهداف وفد دبلوماسي في جنين، والهجمات الإرهابية على دور العبادة في الكونغو والنيجر وسوريا، حيث شدد على أن استهداف أماكن العبادة جريمة ضد الإنسانية.
كما شجب فضيلته ما وصفه بـ “الزيارة المنكرة” التي قام بها من قدموا أنفسهم على أنهم “أئمة أوروبيون” إلى إسرائيل، واصفًا إياهم بأنهم ممن باعوا ضمائرهم بثمن بخس وساقوا أنفسهم لخدمة دعايات الاحتلال.
وفي موازاة ذلك، عبَّر فضيلته عن تضامنه في الحوادث والكوارث الوطنية والدولية التي حصدت أرواح الأبرياء، فنَعَى ضحايا حريق سنترال رمسيس، وحادث أتوبيس جامعة الجلالة، وحوادث الطرق الإقليمية، داعيًا إلى صون الأرواح والالتزام بمعايير السلامة، كما أشاد بالموقف البطولي للشهيد خالد محمد شوقي.
وعلى الصعيد الدولي، قدَّم التعازي لأذربيجان في ضحايا تحطم طائرة الركاب، ولشعبي بورما وتايلاند في ضحايا الزلزال المدمر، كما نعى ضحايا حادث اصطدام قطار “القنطرة – بئر العبد”.
وهكذا، رسَّخ فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد خلال عام واحد فقط من توليه منصبه، صورةَ صوتٍ عالميٍّ للحق والإنسانية، منحازٍ إلى المظلومين ورافضٍ لكل أشكال العدوان وانتهاك الكرامة. لقد شكّلت بياناته ومواقفه حصنًا أخلاقيًّا ودينيًّا في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا الأمة، ورسالةً واضحة إلى العالم بأن دار الإفتاء المصرية باقية على عهدها في مواجهة الباطل، والانتصار لقيم العدل والسلام، والدعوة إلى حماية الإنسان أيًّا كان موقعه. كما جسدت هذه البيانات، بمضامينها المبدئية والإنسانية، رؤية دار الإفتاء المصرية كمنبر للسلام، وصوت للدفاع عن العدالة، ورسالة الإسلام في إدانة الإرهاب والعنف بكل أشكاله، وتأكيد قيم الرحمة والتضامن مع الشعوب في أوقات المحن والابتلاءات.
عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي
دار الإفتاء في عهد الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد…
• حضور إعلامي مؤثر للمفتي.. وظهور مكثف خلال المناسبات الدينية
• تطوير الأرشفة الرقمية ودعم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى.. أبرز جهود المفتي لمواكبة التحول الرقمي
شهد هذا العام نشاطًا إعلاميًّا لافتًا للنظر لفضيلة مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور نظير عياد، اتسم بالتوازن والتنوع بين البرامج التلفزيونية، واللقاءات الصحفية، والمشاركات في المناسبات العامة. وقد عكست هذه الإطلالات حرصه على توحيد الخطاب الديني، وترسيخ الوعي الوسطي، والتصدي للفوضى الإفتائية. ففي خلال شهر رمضان المبارك، برز هذا الحضور الإعلامي بصورة غير مسبوقة، حيث شارك فضيلته في برامج يومية على إذاعات مهمة مثل “إذاعة القرآن الكريم”، و”راديو مصر”، و”راديو 9090″، و mbc مصر، و dmc, إلى جانب إطلالات ثابتة عبر شاشات “الناس” و”صدى البلد”، وكتابة سلسلة مقالات صحفية لمد جسور التواصل مع مختلف فئات المجتمع. كما واصل أمناء الفتوى تقديم برنامج “فتاوى الناس” يوميًّا على شاشة “الناس”، وبث فتاوى عبر قنوات “القاهرة الفضائية” و”النيل الثقافية” و”قناة الدلتا”، بالإضافة إلى البث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. وترافقت هذه الأنشطة مع مبادرات رمضانية تفاعلية لنشر قيم التسامح والتدبر، مثل: “رمضان بلا خلافات”، و”تدبر مع دار الإفتاء”، و”ومضات رمضانية”، و”الأدعية الرمضانية اليومية”.
ومنذ أن تولى منصب مفتي الجمهورية وضع التحول الرقمي في صميم أولويات تطوير دار الإفتاء المصرية، إدراكًا منه لدوره المحوري في إيصال الفتوى الصحيحة إلى أوسع نطاق، ومواكبة تطورات العصر في مجالات التقنية والإعلام الرقمي.
ومن أبرز جهوده في هذا الإطار، إعادة هيكلة البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء بما يتوافق مع المعايير الحديثة في التصميم والتصفح، مع تحسين آليات البحث عن الفتاوى السابقة وربطها بالكلمات المفتاحية وموضوعاتها الشرعية.
هذا بالإضافة إلى دعم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، من خلال توقيع بروتوكولات تعاون مع جهات أكاديمية وتكنولوجية، بهدف استكشاف سبل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز صناعة الفتوى ورقمنتها، مع الحفاظ على المرجعية الشرعية والانضباط العلمي، والتوسع في منصات التواصل الاجتماعي بوصفها منابر رقمية دعوية، من خلال تكثيف المحتوى الإفتائي بالفيديو والرسوم التوضيحية والبث المباشر، وتطوير استراتيجية للرد على الأسئلة الفورية من الجمهور.
كما اهتم بتحسين أنظمة الأرشفة والتوثيق الرقمي داخل دار الإفتاء، لضمان الحفظ الرقمي المتكامل للفتاوى التاريخية والمعاصرة.
عام من الحضور المؤسسي والتأثير المجتمعي
دار الإفتاء في عهد الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد…
• تكريمات رفيعة للمفتي تقديرًا لجهوده الدينية والعلمية
حظي الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، بتقدير واسع من مؤسسات أكاديمية وجامعات مصرية ودولية، تقديرًا لدوره في تعزيز الوعي الديني وترسيخ الفكر الوسطي، فقد كُرِّم في عدد من المؤتمرات والندوات الكبرى، حيث أهدته كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر، وجامعة إسطنبول، وجامعات المنصورة وعين شمس والجامعة المصرية الروسية دروعها تكريمًا لمكانته العلمية وجهوده في نشر القيم الإسلامية ومواجهة التطرف.
كما تلقى فضيلته دروع التكريم من جامعات القاهرة، طنطا، السادات، الزقازيق، بنها، الإسكندرية، والأزهر بأسيوط، إلى جانب دروع محافظات كفر الشيخ، الشرقية، المنوفية، مطروح، والقليوبية، ودرع شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، وكلها إشادة بعطائه المتميز في خدمة العلم والدين والمجتمع والوطن، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال ونشر الفتوى المستنيرة.
وهكذا، جاءت هذه التكريمات والإنجازات لتجسد ما حققته دار الإفتاء المصرية بقيادة فضيلة المفتي من حضور مؤثر وعطاء متواصل في خدمة الدين والوطن، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.
وأخيرًا، فإن ما تحقق خلال هذا العام ليس سوى خطوة أولى في مسيرة ممتدة نحو ريادة إفتائية حديثة، قادرة على مواكبة متطلبات العصر، وصون المبادئ الراسخة، وبناء وعي مستنير يسهم في استقرار المجتمع ونهضته.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.