
أثارت تصريحات قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، موهوزي كاينروجابا، جدلاً واسعًا بعد تهديده بغزو العاصمة السودانية الخرطوم. كاينروجابا، الذي يُعتبر الابن الأكبر للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، نشر تغريدة على منصة “إكس” قال فيها: “نحن فقط ننتظر زميلنا دونالد ترامب ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على الخرطوم. إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون”. أثارت هذه التصريحات استياءً كبيرًا في السودان، مما دفع وزارة الخارجية السودانية إلى استدعاء السفير الأوغندي في الخرطوم لتقديم احتجاج رسمي.
في استجابة سريعة، أصدرت وزارة الخارجية الأوغندية اعتذارًا رسميًا أكدت فيه أن تصريحات كاينروجابا لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الأوغندية، وأن أوغندا ملتزمة بعلاقاتها الودية مع السودان. ورغم هذا الاعتذار، عاد كاينروجابا بعد أيام قليلة لتكرار تصريحاته عبر تغريدة أخرى قال فيها: “بعد المسيح، والدي هو الأعظم. لو أمرنا بالسيطرة على الخرطوم، لفعلنا ذلك غدًا”.
تسببت هذه التصريحات المتكررة في تعقيد العلاقات بين البلدين، حيث اعتُبرت تهديدًا مباشرًا لسيادة السودان وتدخلاً في شؤونه الداخلية. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها كاينروجابا الجدل؛ فقد سبق أن أصدر تصريحات مشابهة تهدد دولة كينيا في عام 2022، مما أدى إلى إقالته من منصب قائد القوات البرية.
موهوزي كاينروجابا، الذي يشغل حاليًا منصب قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، يُعد شخصية بارزة في الساحة السياسية الأوغندية، ويُنظر إليه كخليفة محتمل لوالده في الحكم. ومع ذلك، فإن تصريحاته المثيرة للجدل قد تؤثر على مكانته داخل أوغندا وعلى علاقاتها مع دول الجوار.
في الوقت الذي يعاني فيه السودان من ظروف سياسية وأمنية معقدة، تُعد مثل هذه التصريحات مصدرًا للقلق، خاصة أنها تأتي في سياق إقليمي حساس. وعلى الرغم من الاعتذار الرسمي الأوغندي، فإن تكرار هذه التصريحات قد يزيد التوتر بين البلدين ويؤثر على الاستقرار في المنطقة.
تُظهر هذه الواقعة أهمية التزام المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين بضبط الخطاب الرسمي، خاصة في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة. السودان، الذي يمر بمرحلة حرجة، يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي للحفاظ على استقراره، وليس إلى تهديدات تزيد من تعقيد المشهد. يبقى التساؤل قائمًا حول كيفية تعامل القيادة الأوغندية مع تصريحات كاينروجابا مستقبلاً، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات لاحتواء آثارها على علاقات أوغندا مع جيرانها.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.