ثقافة وفن

كيف استطاع وسام السيطرة على رباب في مسلسل “لام شمسية”؟

سها البغدادي

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في مسلسل لام شمسية، كانت شخصية رباب نموذجًا واضحًا للمرأة التي تعاني من اضطراب الشخصية الاعتمادية، وهو اضطراب يجعل صاحبه غير قادر على اتخاذ القرارات بمفرده، ويشعر بحاجة دائمة إلى الاعتماد على الآخرين في شؤون حياته. هذه السمات جعلتها فريسة سهلة لسيطرة وسام، الذي استغل حالتها النفسية والتربية المغلقة التي نشأت فيها ليبسط نفوذه عليها بالكامل.

التنشئة الخاطئة والبيئة المغلقة

منذ طفولتها، لم تحصل رباب على فرصة لتطوير شخصيتها المستقلة، فقد نشأت في بيئة مغلقة رسخت لديها فكرة أن الاعتماد على الآخرين – خاصة الرجال – أمر طبيعي. لم يُسمح لها باتخاذ قراراتها الخاصة، ولم تُشجع على تنمية ثقتها بنفسها، مما جعلها مع الوقت فاقدة للإرادة وضعيفة أمام أي شخص يوجهها.

الاعتماد الكامل على وسام

عندما دخل وسام حياتها، وجد أمامه امرأة تبحث عن شخص تعتمد عليه في كل شيء، فاستغل ذلك ليكون المتحكم الأول والأخير في قراراتها. أصبح هو من يختار لها أصدقائها، ملابسها، وحتى الأماكن التي تتسوق منها. هذا التحكم لم يكن مجرد حب أو حرص، بل كان جزءًا من أسلوبه في فرض سيطرته عليها، ليضمن بقاءها تحت سلطته دون أي مقاومة.

لماذا لم تتمرد رباب؟

رغم مرور الوقت، لم تحاول رباب كسر هذه القيود، لأنها كانت تفتقر إلى الثقة بالنفس والخبرة الحياتية التي تمكنها من اتخاذ قرارات مستقلة. كانت تخشى العواقب، وتشعر بأنها غير قادرة على مواجهة العالم وحدها، ففضلت البقاء في ظل وسام حتى لو كان ذلك على حساب حريتها وسعادتها الشخصية.

النتيجة

رباب لم تكن مجرد ضحية لوسام، بل كانت أيضًا ضحية لنشأتها وطريقة تفكيرها، وهذا ما جعلها سهلة الانقياد. هذه الحالة تمثل واقع الكثير من النساء اللواتي ينشأن في بيئات تحرمهن من حق الاختيار والاستقلالية، مما يجعلهن عرضة للاستغلال والهيمنة من قبل شركائهن.

مسلسل “لام شمسية” لم يعرض فقط قصة حب غير متكافئة، بل سلط الضوء على قضية اجتماعية هامة: كيف يمكن للتربية الخاطئة أن تخلق شخصيات ضعيفة تفتقر إلى الإرادة، مما يجعلها عرضة للاستغلال والسيطرة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا