دولية

القمة العربية في القاهرة: غيابات مؤثرة ودور مصري بارز في قيادة الموقف العربي

أهم الأخبار

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

انعقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة وسط أجواء سياسية وإقليمية متوترة، حيث كانت القضية الفلسطينية والتصعيد العسكري في غزة محور النقاشات. وبالرغم من أهمية القمة، إلا أن غياب عدد من القادة العرب أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على مخرجاتها ومدى الالتزام بتنفيذ قراراتها. في المقابل، لعبت مصر دورًا محوريًا في إنجاح القمة وتوحيد الموقف العربي، في ظل استمرار جهودها الدبلوماسية لدعم الفلسطينيين وتحقيق التهدئة في غزة.

من أبرز الغائبين عن القمة كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أعلن عدم مشاركته بسبب عدم إشراك بلاده في المسار التحضيري لمخرجات القمة. كما غاب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث كلّف وزير الخارجية فيصل بن فرحان بترؤس وفد المملكة، ما اعتُبر رسالة حول أولويات الرياض في هذه المرحلة. كذلك لم يحضر الرئيس التونسي قيس سعيد دون إعلان رسمي عن سبب الغياب، إلى جانب غياب الملك محمد السادس لعارض صحي طارئ ، و سلطنة عُمان، والإمارات العربية، والبحرين، رغم مشاركة هذه الدول بوفود رسمية رفيعة المستوى.
ورغم هذه الغيابات، إلا أن مصر تمكنت من الحفاظ على زخم القمة وضمان تحقيق أهدافها عبر دبلوماسية نشطة سبقت انعقادها.

كان لمصر، بصفتها الدولة المستضيفة، دور رئيسي في قيادة الموقف العربي خلال القمة، حيث سعت إلى التوصل إلى توافق عربي بشأن خطوات دعم الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا. عملت القاهرة على تأمين موقف موحد تجاه التصعيد الإسرائيلي في غزة، وأكدت على ضرورة التحرك العربي المشترك لإعادة إعمار القطاع، مع ضمان استمرار الجهود الدبلوماسية لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. كما حرصت مصر على تعزيز التواصل مع القوى الدولية والإقليمية لضمان دعم موقف القمة في المحافل الدولية، ما يعكس ثقلها الدبلوماسي في إدارة الملف الفلسطيني.

الأجندة التي طُرحت خلال القمة ركزت على آليات إعادة إعمار غزة، وتنسيق الجهود العربية في الساحة الدولية لحماية الحقوق الفلسطينية، إضافة إلى مساعي المصالحة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن الانقسامات بين بعض الدول العربية حول سبل التعامل مع الأزمة قد تعيق تنفيذ القرارات المتفق عليها، خاصة في ظل تباين الرؤى حول أولويات المرحلة المقبلة.

تعكس هذه القمة الدور المحوري الذي تلعبه مصر في القضايا العربية الكبرى، حيث أكدت مجددًا على التزامها بدعم الفلسطينيين وسعيها لتوحيد الموقف العربي رغم التحديات. وبينما يبقى السؤال حول مدى فعالية القرارات المتخذة، فإن الجهود المصرية في قيادة هذه القمة قد تشكل نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون العربي في مواجهة الأزمات الإقليمية وضمان موقف قوي لصالح القضية الفلسطينية.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا