
ألقى السفير “أحمد رشيد خطابي” الأمين العام المساعد
رئيس قطاع الاعلام والإتصال الكلمة الافتتاحية في ملتقى دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي بمقر الأمانة العامة يوم 8 مايو 2025، رحب فيها بالأخ العزيز الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وبالحضور الكريم.
وقال “خطابى”: يسعدني الترحيب بكم بمقر جامعة الدول العربية التي تتشرف بمشاركتكم في أجواء احتفالها هذه السنة بالذكرى 80 للتأسيس بإرادة متجددة للسير قدمًا بهذه المنظمة الإقليمية العتيدة بخطى طموحة إلى الأمام.
وقال: اسمحوا لي، في البداية، التذكير ان هذا الملتقى يندرج في إطار تنفيذ مقتضيات بروتوكول التعاون الموقع بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال) واتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة في 2024.
وأوضح “خطابى”: بأن اختيار موضوع “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي” يعكس تقاسم هاتين المنظمتين الإقليميتين التزامهما بمحاربة خطاب الكراهية ونبذ العنف والانغلاق، انطلاقًا من مبادئهما وانخراطهما في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في ضوء الإعلانات الحقوقية، والبروتوكولات ذات الصلة وقرارات الجمعية العامة المتعلقة بتعزيز الحوار بين الأديان، وتحديد يوم عالمي لمكافحة الكراهية، وصولًا إلى اعتماد الجمعية العامة في 2023، بإجماع أعضائها الـ193، لقرار تاريخي بمبادرة من المملكة المغربية حول احترام الرموز الدينية وتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات.
وأشار “خطابى”: بأن أفضل مثال على العمل المشترك بين المنظمتين، وعلى اعلى المستويات، الجهود المتواصلة لوقف العدوان والتدمير والتجويع في قطاع غزة جراء استمرار حرب لا متماثلة تغذيها الأعمال الانتقامية للجماعات الإسرائيلية المتطرفة، التي تعمد لتأجيج الكراهية في تجاهل مطلق للقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني؛ مناشدًا استنهاض الضمير الإنساني من أجل الوقف الفوري للتقتيل والتجويع بقطاع غزة.
وأكد “خطابى”: بأن الإعلام مكون أساسي في منظومة حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيًا لما له من دور فعال في تشكيل وعي وسلوكيات الأفراد والمجتمعات، ونشر ثقافة السلام والتسامح، واحترام التنوع الثقافي والديني والعرقي بما لا يتعارض مع تعاليمنا الروحية السمحة والمواثيق والقوانين الدولية؛ ذلكم التنوع الذي يتعين اعتباره مصدر ثراء لا سببًا للمواجهة والتصادم والإقصاء، ونشر الصور النمطية التي تغذي الإنقسام والتفرقة والتحريض ضد ما يسمى بالأقليات والفئات المهمشة.
وقال: إن تأثير الإعلام في محاربة خطاب الكراهية يرتبط إلى حد بعيد بالانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت تشكل فرصا لحرية التعبير ودمقرطة الحق في الاتصال، ولكنها كذلك تستغل كقنوات لتمرير خطابات الكراهية بما يتطلب الأمر التصدي لها بتعاون وثيق بين كافة الشركاء من مؤسسات حكومية وتشريعية ومدنية وتربوية واعلامية وقيادات دينية وفكرية وفق مقاربة شمولية يضطلع فيها الإعلام بدور حيوي.
وشدد “خطابى” بأنه: ومن هنا، حرصت جامعة الدول العربية من خلال ميثاق الشرف الإعلامي في مادته الثامنة التأكيد على “تعميق روح التسامح والتآخي والتعددية ونبذ كل دعاوي التحيز والتمييز والتعصب أيا كانت أشكالها وطنيا أو عرقيا أو مذهبيا أو دينيا، والامتناع عن عرض أو إذاعة أو بث أو نشر أية مواد يمكن أن تشكل تحريضا على الكراهية أو التطرف أو العنف والإرهاب أو من شأنها الإساءة الى حقوق الآخرين أو سمعتهم أو معتقداتهم ورموزهم الدينية”.
واختتم “رشيد خطابى” كلمته بأنه يجدد الشكر على حضوركم لإغناء الحوار حول هذه الإشكالية المهمة، متطلعين إلى مناقشات بناءة ورصينة بمساهمة الجميع، دبلوماسيين وأكاديميين وخبراء وإعلاميين، للخروج بتوصيات عملية تعزز بلورة رؤية عربية أكثر تفاعلًا ونجاعة لدور الإعلام في محاربة الكراهية.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.