دنيا ودين

من قصص التوبة في الإسلام

المغرب : مالك جواد

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في أحد الأيام، كان النبي محمد ﷺ جالسًا مع أصحابه يحدثهم عن فضل التوبة وأهميتها في حياة المؤمن. قال النبي ﷺ:

“كان هناك ثلاثة رجال من بني إسرائيل – رجل قاتل تسعة وتسعين نفسًا، ورجل عابد، ورجل عالم. فأتى القاتل إلى العابد وقال: إني قد قتلت تسعة وتسعين نفسًا، فهل لي من توبة؟ قال: لا. فأتى العالم وقال: إني قد قتلت تسعة وتسعين نفسًا، فهل لي من توبة؟ قال: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اذهب إلى القرية الفلانية، فإن بها أناسًا عابدين، فكن معهم في عبادتهم واعبد الله هناك، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض السوء”.

فذهب الرجل إلى تلك القرية وانضم إلى العباد، وبدأ يعبد الله ويتقرب إليه. وبينما هو كذلك، إذ جاءته المنية. فاختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب في روحه.

قال ملائكة الرحمة: “إنه كان قد تاب وأحسن العمل، فأدخلوه الجنة”. وقال ملائكة العذاب: “إنه لم يزل على شره إلى أن أتته المنية”. فأرسل الله إليهم ملكًا فقال: “قيسوا ما بين القريتين، فإلى أيتهما كان أدنى فإليها هو”. فوجدوا أنه كان أدنى إلى القرية التي كان فيها العباد، فأخذته ملائكة الرحمة.

ثم قال النبي ﷺ: “فهذا رجل قد غفر له بتوبته الصادقة، وهذا العابد الذي لم يقبل توبة القاتل، وهذا العالم الذي أرشده إلى التوبة”.

وأكد النبي ﷺ على أن باب التوبة مفتوح للجميع، وأن الله يغفر الذنوب مهما كانت كبيرة إذا كانت التوبة صادقة. وشجع أصحابه على الإكثار من التوبة والاستغفار.

هذه القصة الطويلة تبين لنا عظمة الله في قبول توبة عباده، وأن لا أحد يجب أن ييأس من رحمة الله مهما كانت ذنوبه. فالتوبة هي مفتاح الخلاص والنجاة في الدنيا والآخرة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا