منوعات

صفعة مقاطعة الندوة الصحافية: رسالة الإعلام للحكومة

أهم الأخبار

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

المقاطعة التي نفذها صحافيو السياسة للندوة الصحافية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي رسالة واضحة وقوية موجهة لحكومة أخنوش. هذه الرسالة تقول بصوت عالٍ: كفى من التعتيم، كفى من الإجابات الملتوية، وكفى من تزييف الشفافية. إن غياب الصحافيين عن هذه الندوة يعكس موقفًا صارمًا إزاء ما يرونه محاولة لتجميل الحقائق بدلًا من مواجهتها بشجاعة.

قرار المقاطعة لم يكن نتيجة فراغ أو لغياب الأسئلة، بل جاء نتيجة تراكم الإحباط من سياسة “التجميل الإعلامي” التي اتبعها الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى بيتاس. الصحافيون الذين هم صوت الشعب وأداة نقل الحقيقة وجدوا أنفسهم أمام نهج لا يُجيب عن تساؤلات الرأي العام ولا يقدّم صورة واضحة عن أداء الحكومة. وهنا، قرروا أن يعبروا عن احتجاجهم بالصمت، وهو صمت يحمل في طياته رسائل أكثر قوة من الكلمات.

هذا الحدث يُعيد التأكيد على الدور الحاسم للإعلام في مساءلة السلطة والدفاع عن حق المواطن في الوصول إلى المعلومة. عندما يتحوّل الإعلام إلى مجرد شاهد على “ندوات مزيّنة” لا تضيف جديدًا، فإنه يفقد معناه. ولذلك، جاءت هذه الخطوة كدرس قاسٍ يُحتّم على الحكومة إعادة النظر في سياستها التواصلية.

اليوم، الكرة في ملعب الحكومة. هل ستستوعب هذه الرسالة وتعيد بناء علاقتها مع الإعلام على أساس الصراحة والشفافية؟ أم أنها ستستمر في المراوغة، متجاهلة الدور الجوهري الذي يلعبه الإعلام في الديمقراطية؟ الإجابة ستحدد ملامح المستقبل، ليس فقط في علاقة الحكومة بالإعلام، بل أيضًا في مدى احترامها لحق المواطن في المعرفة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا