
د.جمال فخر الدين: إن الدول حاليًا يتم محاربتها ليس بالأسلحة ولكن من خلال الفكر المتطرف
د.علاء رزق: يجب أن نبحث فى التحديات التى تواجه الدول العربية وأهم تحدٍ هو تفكيكها وانهاكها اقتصاديًا
اللواء مجدى شحاتة: الاصطفاف حول القيادة السياسية لمجابهة التحديات
د.صفاء سيد: الإعلام التربوى لتخريج شباب قادر على قيادة الأمة
د.ســامية أبو النصر: الحفاظ على الأمن القومى مسئوليتنا جميعًا
أوصت ندوة الإعلام التربوى فى ظل التحديات الراهنة التى نظمتها رابطة خريجى معاهد وكليات التربية، بالتعاون مع جمعية المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى فى مقر الرابطة بالتحرير؛ ضرورة بلورة تعريف للإعلام التربوي يواكب المتغيرات الرقمية والاجتماعية، ويحدد وظائفه وأدواته والتركيز على مخاطبة فئة الشباب، وحذرت من خطورة الشائعات فى جميع الدول العربية.
أوضح “د.جمال فخر الدين” رئيس رابطة خريجى معاهد وكليات التربية بأنها تأسست ١٩٤٣، وجاء بعد ذلك الاهتمام بإنشاء كليات التربية، وقال: إن الدول حاليًا يتم محاربتها ليس بالأسلحة، ولكن من خلال الفكر المتطرف، وأعرب عن سعادته بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجى؛ فهو واحد من أهم الجمعيات الأهلية المسئولة عن التوعية والتنوير فى المجتمع.
كما تحدث “د.عصام قمر” رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية سابقًا ونائب رئيس الرابطة بأهمية التعليم للنهوض بالدولة المصرية، وزيادة مخصصات التعليم، وقال من أهم أسباب الأمية فى مصر هى التسرب من التعليم، والرسوب والفقر، وكل هذا يؤدى إلى زيادة نسبة الأمية.
طالب قبل بداية كلمته “د.علاء رزق” رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى، الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الطريق الإقليمي بالمنوفية، وطالب بأن تكون أسرهم فى رعاية كاملة من الدولة، وقال: إن المنتدى يحمل همَّ، كيف تكون هناك فرص حقيقية لتطوير المجتمع ؟!؛ وأنه بيت الخبرة الذى يحمل أفكارًا حقيقية، ومحاولة تغيير الأسس والمفاهيم، ونحن نشخص المرض، ولسنا جهة تنفيذية، وأشار إلى أن كلمة تربية تشمل تمكين عقلى وفكرى واقتصادى.
وقال “رزق”: إن التحكيم العقلى أساس حقيقي لمواجهة التحديات، وقال يجب الاهتمام بدور الهيئة العربية للتصنيع، والعودة بدورها الحقيقى التى أُنشئت من أجله عام ٧٥، وكان من المفترض أن توفر علينا ٢,٥ تريليون دولار خلال هذا العام.
وقال: إن أي حرب تكون المفاجأة هى الفيصل للقضاء على الحرب، وأكد أن ما يصلنا من الإعلام الغربى مضللًا وغير صحيح؛ فمثلَا السفينة “تايتنك” لم يصلنا منها إلا القصة الرومانسية، ولكن هناك ١٥٠٠ فرد ماتوا دون أن يذكر التاريخ أحدًا منهم.
وقال: يجب أن نبحث فى التحديات التى تواجه الدول العربية، وأهم تحدٍ هو تفكيكها وانقسامها، ومثلًا ماليزيا اشتهرت بزيت النخيل الماليزى، وطالب بالاهتمام بأجر معلم المرحلة الإبتدائية، ويجب أن يكون أعلى أجرًا؛ ليصل إلى ١٠٠ ألف جنيه شهريًا لمعلم هذه المرحلة، ويجب اختيار النخبة من معلمى هذه المرحلة، وعلى أعلى درجة علمية؛ لأنهم يؤسسوا أجيالًا واعية، واختيارهم على أعلى درجة من الكفاءة والقدوة الصالحة، والدولة هى الرابحة لإنشاء جيل واعٍ ولديه انتماء للبلد، فإسرائيل تقدمت من خلال الاهتمام بالتعليم، والدروس الخصوصية عندنا تستهلك ٦٠٠ مليار جنيه.
وأشار اللواء “مجدى شحاتة” الخبير الاستراتيجي بأن هناك العديد من التحديات التى تواجه الدولة المصرية، ويجب أن يكون هناك اصطفاف شعبي حول القيادة السياسية، ونحتاج علماء نفس واجتماع وإعلام وسياسيين لمواجهة الشائعات، والحد من انتشارها، وهو ما يطلق عليه العمليات النفسية.
وقال “شحاتة”: إن الشائعات تسهم فى أن تأخذ الدول فى اتجاه آخر، وطالب بأهمية العودة للقيم والأخلاق، وأهمية الإعلام فى مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، ومواجهة الشائعات، وأهمية دور جميع المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدنى.
وتحدثت “د.صفاء سيد” أستاذ الإعلام التربوى التكنولوجي جامعة عين شمس عن أهمية الإعلام التربوى لتخريج شباب قادر على قيادة الأمة، والذى يؤدى لصناعة الوعي، وقالت عام ٢٠٠٧ كنت أتعجب أن جامعاتنا لم تكن من ضمن ال ٥٠٠ جامعة المصنفة عالميًا، ولكن بعد ذلك أدركت أنه بسبب أننا كنا ننشر داخليًا فقط، وبعد ما بدأنا النشر الدولى، وأهمية محو الأمية الرقمية، ولننظر تجارب الدول المتقدمة.
وطالبت “د.صفاء سيد” بالاهتمام بعودة صورة المدرس القدوة، وكذلك دعم الشراكة بين المجتمع المدني والدولة والمؤسسات الإعلامية، لبناء خطاب تربوي وطني موحد، يعزز قيم المواطنة والانتماء والوعي بالمخاطر التي تواجه الدولة.
كما أشارت الكاتبة الصحفية “د.سامية أبو النصر” مدير تحرير الأهرام وأمين المنتدى، لأهمية الإعلام والبرامج الهادفة التى تعمل على تعميق الفكر، وليس تسطيحه، وأشارت إلى أدوار الإعلام ليس نشر الأخبار فقط، ولكن أيضًا من وظائفه التدريب والتعليم والتثقيف؛ ولذلك أشارت لأهمية التربية الإعلامية التى تقوم بدورها فى التوعية بالقضايا الإقليمية، لأن الوعي بكل التهديدات التى تواجهنا هى حائط الصد لمواجهتها.
وقالت “أبو النصر”: إننا نفتقد لوجود برامج الأطفال التى تعمل على تنمية الولاء والانتماء؛ وقالت: إن الحفاظ على الأمن القومى واجب على كل فرد؛ فهي مسئوليتنا جميعًا، وطالبت بدعوة وسائل الإعلام العامة والخاصة إلى تخصيص مساحات ثابتة للمحتوى التربوي، وعدم حصره في المناسبات أو الأزمات فقط.
وطالب “د.جمال فخر” بالاهتمام الأنشطة المدرسية من فنون وكمبيوتر ورياضة، والتأهيل النفسى للآباء والأمهات والأبناء، وإعادة تدريس مواد التاريخ والجغرافيا.
ومن جهته أكد الإذاعى “إبراهيم أمين أباظة” كبير المراسلين بالإذاعة المصرية على أهمية أن تتضمن المناهج الدراسية حقيقة إسرائيل وأطماعها، وأن تدرك الأجيال المصرية حقيقة ممارساتها الخطيرة ضد الشعب الفلسطيني على مدى التاريخ حتى حرب غزة، واتباع سياسة الإبادة الجماعية ضد أهلها، ومحاولات التهجير من أرضهم، وكيف كان الموقف المصرى الصلب بقيادة الرئيس السيسى ضد فكرة التهجير، والتى أعلن رفضها للرئيس الأمريكى بكل قوة، نالت احترام العالم.
كما طالب الإعلامى “فارس عزام” كبير معدى برامج بالتليفزيون بأهمية وضع استراتيجية وطنية شاملة للإعلام التربوي، بمشاركة وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى، والمجتمع المدني، لضمان تكامل الجهود، وعدم تكرار المبادرات، وأهمية تأهيل المعلم ليكون موجهًا تربويًا وإعلاميًا داخل المدرسة وخارجها، وتعزيز دوره المجتمعي، كسفير للقيم والتنوير، ودعم إنتاج محتوى إعلامي تربوي جذاب ومبتكر، يناسب العصر الرقمي ويصل إلى النشء والشباب عبر وسائلهم المفضلة، مثل المنصات الرقمية، والبودكاست والفيديوهات القصيرة.
كما أوصت الندوة فى ختام أعمالها بأهمية تشجيع التعاون بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية لإنتاج برامج تربوية تشاركية، تجمع بين التأهيل الأكاديمي والرسالة الإعلامية، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني، وعلى رأسها المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام، في دعم الإعلام التربوي ميدانيًا، من خلال حملات توعية، وورش عمل، ومنصات تفاعلية تستهدف مختلف الفئات، ودعوة الجهات التشريعية إلى النظر في إصدار قانون أو لائحة تنظيمية تضمن حماية وتطوير الإعلام التربوي، وتوفير بيئة داعمة لمبادرته.
وجاءت الندوة بحضور عدد كبير من أعضاء المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى، والمستشار رضا حجي رئيس حزب مصر المستقبل، والمستشار القانونى عز الدين محمد، ود.سعاد صابر، ود.تفيدة محمد، الأساتذة بمركز البحوث التربوية، والمستشار عز الدين محمد، والإعلامية فوقية سليمان، وحنان الغزاوى مقرر المنتدى بمحافظة الجيزة، وبحضور الكاتب الصحفى والإعلامى “أيمن وصفى” رئيس تحرير جورنال اونلاين.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.