صحة و جمال

الزهايمر: آفاق جديدة في العلاج والأمل المرتقب

جواد مالك

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

مرض الزهايمر هو واحد من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، حيث يصيب ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، ويؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. يعد الزهايمر نوعًا من أنواع الخرف الذي يتسبب في تدهور الذاكرة، والتفكير، والقدرة على اتخاذ القرارات. ومع تقدم العمر، يصبح المرض أكثر شيوعًا، مما يضع عبئًا هائلًا على الأفراد والعائلات، بالإضافة إلى الأنظمة الصحية.

حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ للزهايمر. الأدوية المتاحة حاليًا تساعد في تخفيف الأعراض أو إبطاء تقدم المرض، لكنها لا تعالج السبب الجذري. الأدوية التقليدية مثل “دونيبيزيل” و”غالانتامين” تعمل عن طريق تحسين التواصل بين الخلايا العصبية، بينما يساعد “ميمانتين” في تعديل نشاط مادة كيميائية في الدماغ يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطوير أعراض الزهايمر. رغم ذلك، تظل هذه الأدوية قاصرة في معالجة المسبب الرئيسي للمرض، الذي يتضمن تراكم البروتينات في الدماغ مثل “أميلويد بيتا” و”تاو”.

في السنوات الأخيرة، كانت هناك جهود علمية مكثفة لتطوير أدوية جديدة قد تغير الطريقة التي يُعالَج بها الزهايمر. أحد أبرز الأدوية التي تجذب الانتباه في هذا المجال هو “أدوهلوم” (Aduhelm)، الذي طورته شركة “بيوسين” ويستهدف إزالة تراكم البروتين “أميلويد بيتا” من الدماغ، وهو تراكم يُعتقد أنه يتسبب في التدهور العصبي في الزهايمر. في عام 2021، تم الموافقة على “أدوهلوم” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ما أثار الكثير من الجدل. فقد أعرب بعض الخبراء عن قلقهم بشأن فعالية الدواء، بينما أبدى آخرون تفاؤلًا حول تأثيره المحتمل في التأخير من تطور المرض.

يواصل الباحثون في مختلف أنحاء العالم السعي لاكتشاف أدوية جديدة تعتمد على أساليب مبتكرة لعلاج الزهايمر. ومن بين هذه الأساليب، هناك الأدوية التي تستهدف البروتين “تاو”، حيث يُعتقد أن التراكم المفرط لهذا البروتين قد يكون أحد العوامل الرئيسية في تدهور خلايا الدماغ. تجري حاليًا تجارب سريرية لعدد من الأدوية التي تهدف إلى منع تكوين هذه التراكمات أو تقليل تأثيراتها على الدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، يتجه البحث أيضًا نحو العلاجات الجينية والعلاج المناعي، حيث تركز الأبحاث على استخدام الأجسام المضادة لتنشيط الجهاز المناعي لمهاجمة وتدمير البروتينات الضارة. تعد هذه الأساليب واعدة جدًا، حيث تتيح فرصة لوقف أو حتى إبطاء تقدم المرض في مرحلة مبكرة.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا