
ألقت سفيرة المكسيك “ليونورا رويدا” بالقاهرة كلمة احتفالًا باليوم الوطنى بالمكسيك رحبت فيها بممثلى السلطات المصرية، وبأعضاء السلك الدبلوماسى، وبمواطني الدولتين فى إحتفالية مرور 215 عامًا على استقلال المكسيك.
وقالت السفيرة “ليونورا رويدا”: يشكل هذا الإتجاز التاريخى بداية الرحلة التى قام من خلالها سعى المكسيكيون لبناء أمة حرة، ديمقراطية وذات سيادة على أعلى قيم العدالة والإحترام والتضامن على مدى القرنين الماضيين قام الشعب المكسيكى بصياغة دولة تتمتع بإحترام العالم بأسره؛ نظرًا لهويتها النابضة بالحياة، وبثرائها الثقافى وإلتزامها الوثيق بالسلام.
وأوضحت: بأننا نحتفل هذا العام 2025 بمرور 67 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر و المكسيك، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، والتشابهة التاريخى، والحوار المستدام، مما يعكس التقارب الكبير بين حضارتينا العريقتين.
وقالت: تتيح اللقاءات التى تُقام فى إطار آلية التشاور السياسى بين البلدين فرصة لتبادل الآراء بإستمرار حول القضايا العالمية مثل: التغيير المناخى، الهجرة، نزع السلاح وإرساء السلام.
وقالت: من أجل مواجهة التحديات غير المتوقعة تقف مصر والمكسيك جنبًا إلى جنب دفاعًا عن القانون الدولى والتعددية وآليات التعاون الإقليمية والدولية، من أجل تعزيز التطور الإقتصادى والإجتماعى القادر على توفير الأمن، والصحة والتعليم والرفاهية للجميع.
وأشارت: من هذا المنطلق، نعمل على برنامج من أجل الإستفادة من الإمكانات الهائلة التى تُميز علاقاتنا الثنائية بهذا الصدد، ويسعدنى أن أعلمكم أننا قد أخذنا الخطوات الأولى نحو إقامة مجلس رجال الأعمال المصرى المكسيكى، والذى سيعمل كمنصة لتوجيه اهتمامتنا المشتركة من أجل تعزيز التجارة والاستثمارات لتحقيق المنفعة المتبادلة لشعوبنا.
وأكدت: بأنه بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين المعنيين بتشجيع التنمية الصناعية والبنية التحتية، نواصل المفاوضات حول التجارة فى العديد من المجالات، ساعين لتوفير أحسن المنتجات بأفضل الأسعار للمستهلكين من الدولتين.
وقالت السفيرة “ليونورا رويدا”: تفتخر المكسيك بكونها المستثمر الرئيسى من أمريكا اللاتينية فى مصر من خلال استثمارات مكسيكية أو مشتركة ممثلة فى شركات مثل سيمكس مصر، بوليميروس مخيكانوس/ أكواليا، روهربومبن، كيدزانيا القاهرة، بينما نرى شركات مصرية قد وجدت فرصًا للاستثمار بالمكسيك مثل شركة بيكو/كايرون، والسويدى إليكتروميتر.
وأكدت على أنه: فى صميم عملنا الدبلوماسى، لدينا قناعة تامة بقدرة الثقافة على تعزيز التفاهم وإرساء الجسور بين الشعوب؛ لذا تظل الثقافة الدبلوماسية واحدة من أقوى الأدوات فى علاقتنا الثنائية، يتشابه المكسيكيون والمصريون؛ حيث إننا نستمد قوتنا من تراث أجدادنا، وهو ما يجعلنا أكثر صلابة وقدرة على تجاوز الصعاب بكل فخر و إعتزاز.
وأشارت: العام الماضى وحده، كان شاهدًا على وجود طفرة فى التبادل الثقافى، بدءًا من عروض الأفلام، ومرورا بالفنون المرئية، والأدب والموسيقى والتعاون فى المجال الأثرى، بين موضوعات ثقافية أخرى.
وأوضحت: لكى نترك بصمة في هذا المجال، شهدنا تسليم الجمعية المكسيكية لعلم المصريات مقبرة تيبانا 39 فى الأقصر للجهات المصرية، والتى استمر العمل بها لمدة عقدين من الزمان لترميمها بمشاركة العديد من المتخصصين المكسيكين والمصريين، حيث استطاعوا إعطاء الحياة لنقوشها الرائعة والملونة التى تعود للحقبة الفرعونية.
وقالت: ومن المظاهر التى تميز تعاوننا الثقافي هو نجاح النسخة الثالثة لمسابقة ترجمة الأدب المكسيكى إلى اللغة العربية بالتعاون مع المركز القومى للترجمة؛ هذه المبادرة التى بالإضافة إلى تعزيز التبادل اللغوى، فإنها أيضًا تفتح نافذة للتعرف على الروح الحقيقية للمكسيكيين من خلال الإبداع، بإختيار العمل الأدبى الكلاسيكى “كانيك” للكاتب إيميليو أبرو جوميز .
وقالت: كما يسعدنى أن أذكر منح أكثر من 450 كتابًا لاثنين من أهم المؤسسات التعليمية فى مصر وهما مكتبة الإسكندرية ومكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، وتعكس هذه الإسهامات إلتزامنا التام بمشاركة التاريخ والثراء الأدبى والثقافى للمكسيك مع القارئ المصرى.
وأشارت: أخيرًا، إفتتاح معرض “بوابات الشمس” المزمع إقامته فى أكتوبر، وكذلك الإحتفال بيوم الموتى فى نوفمبر (ويسعدنا توجيه الدعوة لكم جميعًا بالحضور)، والذى سيعكس مدى التشابه بين المصريين والمكسيكيين القدماء حول رؤية الكون، مفهوم الحياة بعد الموت، كعملية تحول، وإنها ليست النهاية.
وقالت: وبالحديث عن التغيير، أود أن أشارككم أكبر التحديات التى تواجة الدبلوماسى فى حياته، والتى تنتظرنى قريبًا، وهى تقاعدى؛ لذا، أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن عميق إمتنانى لمصر، ولكل الجهات المصرية، والزملاء والأصدقاء الذين جعلوا من إقامتى بمصر الخاتمة الأكثر أهمية، وسعادة في مسيرتي المهنية، لم يكن من الممكن أن يكون هناك مكان أفضل من مصر لإتمام هذه الرحلة.
وأعربت السفيرة “ليونورا رويدا”: عن شكرها للأشقاء المصريين على الحفاوة والكرم والمحبة: شكرًا لأخوانى المصريين لكرمهم، وحسن ضيافتهم وودهم، شكرًا لأبناء وطنى وأصدقائى من أمريكا اللاتينية لمساندتهم الدائمة، وتحمسهم ومشاركتهم فى كل الأنشطة التى ننظمها، شكرًا لأفكاركم، لتواجدكم بجانبنا، ولمشاركتكم فى أنشطة السفارة.
واختتمت “ليونورا رويدا” سفيرة المكسيك بالقاهرة كلمتها: وأعربت أيضًا عن إمتنانها للرعاة الذين بفضلهم استطعنا إقامة هذا الحفل، وبرنامجنا الثقافى، شكرًا لكم، فبدونكم هذه اللحظات السعيدة ببساطة لم تكن ممكنة، وبشكل خاص جدًا، أود أن أعرب عن إمتنانى لفريق العمل، فريقي الرائع، الذي يعمل بأقصى قدر من الاحترافية والحب لمصر والمكسيك؛ أنا فخورة وأشعر بأننى محظوظة لأننى عملت معهم آخر سنتين فى مهنتى الدبلوماسية، سعيدة لأننى استطعت أن أنهى هذه الدورة من حياتى معكم .. شكرًا جزيلًا لكل شىء قدموتموه لى .. تحيا مصر .. تحيا المكسيك .. شكرا جزيلًا.
اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.