دولية

عباس يصف “حماس” بـ”أولاد الكلب”: تصعيد غير مسبوق في لحظة فلسطينية حرجة

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في لحظة مشحونة بالتوتر والانقسام، فجّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) جدلاً واسعاً بعد وصفه حركة “حماس” بعبارة “أولاد الكلب” في خطاب غاضب، طالب فيه الحركة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة ونزع سلاحها. التصريح، الذي بثته وسائل إعلام دولية وعلى رأسها CNN بالعربية، يُعد من أشد العبارات التي تصدر عن قيادة السلطة الفلسطينية تجاه “حماس” منذ سنوات الانقسام الأولى.

الخطاب، الذي أتى في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر في غزة، عكس حجم الاحتقان بين جناحي السلطة في الضفة الغربية والقطاع، وكشف عن قطيعة عميقة تزداد اتساعاً مع كل تطور ميداني. بينما اعتبر مؤيدو عباس أن التصريح يعكس نفاد الصبر السياسي تجاه تعنت “حماس”، رأت أوساط داخل الحركة أن الخطاب محاولة يائسة لتحميلها مسؤولية الانقسام والعدوان، متجاهلة الواقع الميداني الذي تواجهه غزة وسكانها.

يعيش القطاع اليوم وضعًا كارثيًا على جميع المستويات: نقص حاد في الغذاء والدواء، انهيار في البنية التحتية الصحية، وانقطاع شبه دائم للكهرباء والماء. آلاف القتلى والجرحى، وملايين من القصص المعلقة بين الدمار وفقدان الأمل، فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بذريعة القضاء على القدرات العسكرية لـ”حماس”. وفي ظل هذه الظروف، يزيد الخطاب الرسمي المتشنج من تعقيد الموقف بدلًا من البحث عن حلول وحدوية.

المجتمع الدولي يراقب المشهد الفلسطيني بقلق بالغ، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار، وإيجاد حلول إنسانية عاجلة. لكن في الداخل، يزداد الانقسام حدّة، وتبدو المصالحة الفلسطينية أبعد من أي وقت مضى. خطاب عباس، بما يحمله من شحنة عاطفية وسياسية، قد يكون لحظة فاصلة في علاقة السلطة بحماس، لكنه في الوقت نفسه، يعمّق جراحًا فلسطينية لم تجد إلى اليوم طريقًا للشفاء.


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا