منوعات

حملات التشهير المنظمة من طرف اليمين المتطرف في إسبانيا: هل حان وقت الرد بمسيرة وطنية؟

اسبانيا : يونس داليرو

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

تشهد إسبانيا تصاعدًا في حملات التشهير ضد المهاجرين، وهي حملات منظمة تقودها جهات من اليمين المتطرف، تستخدم الأخبار الكاذبة، والتضليل الإعلامي، والخطابات الشعبوية، بهدف خلق مناخ من الكراهية والانقسام في المجتمع. هؤلاء لا يهاجمون فقط المهاجرين، بل يهددون القيم الديمقراطية والتعايش السلمي الذي يميز إسبانيا كدولة حديثة ومتعددة الثقافات.

الأسلوب الذي يتبعه اليمين المتطرف واضح: شيطنة المهاجرين، تصويرهم كتهديد اقتصادي وثقافي وأمني، والتلاعب بمخاوف المواطنين لتحقيق مكاسب سياسية. يستغلون قضايا مثل البطالة أو السكن أو الأمن لخلق وهم بأن المهاجرين هم المشكلة، رغم أن الأرقام والحقائق تثبت العكس. فالمهاجرون يساهمون في الاقتصاد، ويدفعون الضرائب، ويعملون في قطاعات حيوية تعاني من نقص في اليد العاملة.

### **كيف نرد؟**
أمام هذا الهجوم الممنهج، يطرح السؤال: هل حان وقت تنظيم وقفة احتجاجية أمام كل البلديات في نفس التوقيت، لإيصال رسالة واضحة للسياسيين والرأي العام؟ أم أن الحل الأفضل هو تنظيم مسيرة كبرى في جميع المدن الإسبانية في نفس اليوم، لتكون رسالة قوية مفادها أن **”La inmigración suma y no resta”**؟

لكل خيار قوته:
– الوقفات الاحتجاجية أمام البلديات يمكن أن تكون مؤثرة، خاصة إذا تم تنظيمها في نفس الوقت في مختلف المدن، مما يعطيها طابعًا وطنيًا.
– أما المسيرة الكبرى في كل المدن، فستكون أكثر قوة من الناحية الرمزية، وستظهر وحدة المهاجرين والإسبان المتضامنين معهم، في مواجهة الخطاب العنصري.

الهدف ليس فقط الدفاع عن المهاجرين، بل الدفاع عن نموذج إسبانيا الديمقراطي والتعددي، الذي يرفض خطاب الكراهية، ويؤمن بأن التنوع قوة وليس ضعفًا. إذا تركنا الساحة فارغة، سيستمر اليمين المتطرف في التلاعب بالرأي العام. لكن إذا وقفنا متحدين، سنوصل رسالة واضحة: La inmigración suma y no resta


اكتشاف المزيد من جورنال أونلاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا