أخبارحوادثدنيا ودين

نهاية مؤلمة للعقوق

مصر :جواد مالك

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

حكمت محكمة جنايات المنصورة في درجتها الأولى بإعدام المتهم محمود ج.م.ع. 39 سنة، صاحب محل قطع غيار سيارات، ومقيم بندر المنزلة، بعد موافقة فضيلة مفتي الجمهورية، وذلك لأنه في يوم 14/6/2022، بدائرة قسم المنزلة، قتل والدته المجني عليها نرجس السيد محمد عبد العال، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها، وما إن ظفر بها حتى اقتادها إلى الغرفة محل سكنها، محاولًا كتم أنفاسها بوسادة، إلا أنه لم يفلح في ذلك، فاقتادها عنوة إلى الجراج محل الواقعة، متحصلًا على سلاح أبيض وقام بنحرها قاصدًا من ذلك إزهاق روحها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي، والتي أودت بحياتها .
فرغم حفظه لكتاب الله ودراسته الإسلامية ومعرفته بعقوبة عقوق الوالدين في الدين فما بالك بقتلهما ،إلا أن كل ذلك لم يشفع لها أمامه في قتلها مبررا ذلك أمام محكمة جنايات المنصورة الدرجة الثانية بأنه لم يكن في وعيه الكامل وأنه ربما سحر، رغم أنه قام بفعل القتل بعد أن صلى الفجر جماعة وحضر النية المبيتة للقتل
الواقعة جعلتني أتذكر قصة مروية عن الحبيب المصطفى ﷺ.
حيث روى النبي ﷺ قصة ثلاثة رجال كانوا يسيرون في طريق، فأدركهم المطر فدخلوا إلى غار ليحتموا فيه. وبينما هم كذلك، انحدرت صخرة من الجبل وسدّت باب الغار تمامًا. فلم يستطيعوا الخروج، فقالوا:”لن ينجينا الله من هذه الصخرة إلا أن ندعوه بصالح أعمالنا.”:
فقال الأول:”اللهم، كان لي أبوان كبيران، وكنت لا أقدم أحدًا عليهما في البر. فجئت يومًا بالحليب ووجدتهما نائمين، فلم أشأ أن أوقظهما، وظللت واقفًا حتى استيقظا وشربا الحليب، وأطفالي يبكون عند قدمي من الجوع. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عنا ما نحن فيه.”
فانفرجت الصخرة قليلاً، ولكنهم لم يستطيعوا الخروج
فقال الثاني:”اللهم، كنت أحب ابنة عمي حبًا شديدًا، وكنت أريدها لنفسي، لكنها كانت ترفض. حتى مرت بها سنة جدباء واضطرت إلى طلب المال، فاشترطت عليها أن تمكنني من نفسها. فلما تمكنت منها، قالت لي: “اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه”. فتركتها وهي أحب الناس إليّ، وتركت المال. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عنا ما نحن فيه.”
فانفرجت الصخرة قليلاً، ولكنهم لم يستطيعوا الخروج
ثم أتى الدور على الثالث فقال: “اللهم، استأجرت أُجراء، وأعطيت كل واحد أجره إلا واحدًا ترك أجره وذهب. فاستثمرت أجره في زراعة وإبل وأغنام. فجاءني بعد مدة طويلة وقال: يا عبد الله، أعطني أجري. فقلت له: كل ما ترى من مال وبهائم هو أجرك. فقال: أتستهزئ بي؟ فقلت: لا، خذ كل شيء. فأخذه كله ولم أحتفظ بشيء. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عنا ما نحن فيه.”
فانفرجت الصخرة تمامًا وخرجوا من الغار سالمين
العبرة من القصة القصة أنها تعلمنا أهمية البر بالوالدين و الإخلاص في العمل،والأمانة في الفعل ، والعفة ،المغرب :جواد مالكوأن الله يُنجي العبد ببركة أعماله الصالحة إذا كانت خالصة لوجهه الكريم.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا